صرح الدبلوماسي السابق نور الدين جودي ان مؤتمر باندونغ سمح “للدبلوماسية الناشئة” الجزائرية التي كانت تخوض في حرب ضد المستعمر الفرنسي بخلق حركة ” تعاطف و تضامن ” لبلدان العالم الثالث، مؤكدا ان هذا اللقاء سمح بتحقيق “تقدم” في ادراج القضية الجزائرية على مستوى الأمم المتحدة.
وفي تصريح ل “وأج” بمناسبة احياء الذكرى ال66 لانعقاد مؤتمر باندونغ من 18 الى 24 ابريل 1955 بإندونيسيا، أكد المتحدث أن “مؤتمر باندونغ سمح للدبلوماسية الجزائرية الناشئة بالتعريف بقضيتنا وإنشاء حركة تعاطف وتضامن سمحت بعد ذلك بتحقيق تقدم في إدراج القضية الجزائرية على مستوى الأمم المتحدة”.
كما مكن هذا اللقاء الأفرو-اسيوي الذي شارك فيه وفد عن جبهة التحرير الوطني بقيادة حسين ايت احمد وامحمد يزيد الجزائر من “الدفاع عن وجهة نظرها والتعريف بثورتها”.
وأشار أن قادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني كان لهما تحليل “في غاية الذكاء” كون الحرب كانت غير متكافئة على الإطلاق وكان يجب دعم الكفاح المسلح من خلال اعمال دبلوماسية واسعة النطاق.
في هذا الصدد، قال السيد جودي “كان يجب البحث عن كيفية دعم الكفاح المسلح وايجاد وسيلة حتى يكون هذا الكفاح ممثلا بنوع أخر من النضال لأنه كان يجب اقناع الراي العام الدولي وهنا تم اتخاذ القرار في إطلاق حركة دبلوماسية”.
وقد شكل مؤتمر باندونغ منصة بعد هيئة الامم المتحدة لتحسيس الراي العام الدولي حول واقع الاستعمار الفرنسي في الجزائر، لأنه في سنة 1954 عند انطلاق الثورة التحريرية الوطنية “كنا على الصعيد الدولي معزولين بعض الشيء بما ان الدول الوحيدة التي كانت تدعمنا هي البلدان العربية وبعض البلدان الاسيوية والافريقية”، حسب السيد جودي.
وأمام الآلة الدعائية لفرنسا الاستعمارية نشأت لدى قادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني فكرة ذكية تمثلت في اطلاق”دبلوماسية حرب مهمتها مواجهة الدعاية الاستعمارية وتحسيس الراي العام العالمي بان المنضالين الجزائريين ليسوا قطاع طرق تستخدمهم … الشيوعية الدولية، حيث كان من الضروري في تلك الآونة ان يدرك العالم بان الشعب الجزائري هو من ثار وهذا منذ 1830ضد استعمار شعب” يقول السيد جودي.
من جهة أخرى، ذكر ذات الدبلوماسي بانتصارات الدبلوماسية الجزائرية خلال حرب التحرير الوطنية متحدثا عن عبد القادر شاندرلي الرجل الذي قام بعمل جبار بنيويورك حيث قام على أساس علاقاته “بدفع المركزية العمالية القوية في الولايات المتحدة الامريكية على اقناع السيناتور الشاب كينيدي باتخاذ موقف لصالح استقلال الجزائر.