اجتمعت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني، برئاسة علي ربيج، رئيس اللجنة اليوم الأحد، بممثلي عدد من الجمعيات والفدراليات الناشطة في مجال اختصاصها بهدف الاستماع إلى انشغالاتهم ونقلها إلى الحكومة ومتابعة تطبيقها ميدانيا.
وبالمناسبة، أكد رئيس اللجنة، علي ربيج، أن الاجتماع يندرج ضمن سلسلة من الاجتماعات التي برمجتها اللجنة للاستماع إلى الجمعيات الناشطة في الميدان في مجال تخصص اللجنة، مؤكدا في هذا السياق، أن “اللجنة ستعمل على تحويل كافة الانشغالات وبكل أمانة إلى أعضاء الحكومة”.
وأضاف السيد ربيج أن لجنته “تحرص على تنظيم مثل هذه الاجتماعات بصفة دورية قبل جلسات الاستماع لأعضاء الحكومة، وتسعى من خلال ذلك إلى محو الصورة النمطية الموجودة عن نواب المجلس الشعبي الوطني عبر فتح قنوات التواصل مع المجتمع المدني”، لافتا إلى أنها “ستتكفل بمتابعة تطبيق تلك الانشغالات ميدانيا”.
وخلال الاجتماع، أشار رئيس الفدرالية الوطنية للعجز الكلوي، محمد بوخرس، إلى الارتفاع الكبير في عدد مرضى القصور الكلوي في الجزائر وسط وجود نقص في التكفل انجر عنه ارتفاع في الوفيات.
وأضاف في ذات السياق، أن القوانين المعمول بها في هذا الجانب “مجحفة وبحاجة إلى تحيين”، كما انتقد “إجراءات التأمين الاجتماعي ونقص مراكز تصفية الدم”، داعيا نواب المجلس إلى رفع انشغالات المرضى إلى الحكومة في سبيل اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحسين وضعيتهم.
من جهته، قال نائب الأمين العام للمنظمة الوطنية للمعوقين حركيا، سفيان خلف الله، إن “أكبر المشاكل التي تعانيها هذه الفئة هي عدم تطبيق القوانين”، لافتا في هذا الإطار إلى “القانون 02-09 الذي يحتاج إلى تحيين مراجعة مع تدعيمه بالإجراءات الكفيلة بتطبيقه على أرض الواقع”. كما أشار إلى أن “عدم وجود مراقبة جدية لتطبيق القوانين، أثر سلبا على ذوي الاحتياجات الخاصة”، مطالبا ب”إنشاء كتابة دولة خاصة بهذه الفئة أو استحداث هيئة رسمية للتكفل بها”.
وفي نفس الإطار، أكد رئيس المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين بالنيابة، فريد عريوات، على “ضرورة ضمان تمثيل لذوي الاحتياجات الخاصة في المجالس الوطنية الاستشارية مع الأخذ بعين الاعتبار كل الفئات”، بينما شدد رئيس الفدرالية الوطنية للصم، محمد علال، على “أهمية تكوين أطباء في لغة الإشارة أو أعوان مترجمين إلى جانب توفير المستلزمات الطبية الخاصة بهذه الفئة بأسعار معقولة”.
كما تحدثت رئيسة جمعية “نور الضحى” لمساعدة المصابين بالسرطان، سامية قاسمي، عن المشاكل التي يعانيها مرضى السرطان وعلى رأسها “نقص الأدوية الذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 وكذا العلاج الكيميائي، وتلك المتعلقة بالإيواء فيما يخص المرضى القادمين من ولايات بعيدة”.
من جهتها، كشفت ممثلة جمعية أمل لمرضى السرطان عن تسجيل 18 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي سنة 2021 ووفاة 4210 نساء، وشددت في هذا الصدد على ضرورة استغلال أحسن لمسرعات العلاج بالأشعة، وأضافت بأن الجمعية تقوم بحملات تحسيسية دورية للكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان الذي يمكن، مثلما قالت، معالجته نهائيا لدى أغلب الحالات التي تكتشف مبكرا. ودعت ممثلة الجمعية إلى تكفل أكبر بالأطفال المصابين بالسرطان واعتماد التقنيات الحديثة والملائمة لهذه الفئة من المرضى.
وفي سياق آخر، طرحت ممثلة جمعية النساء القابلات أهم العراقيل التي تواجهها خلال أداء مهامها، خصوصا وأنها كانت في الصفوف الأولى في مواجهة وباء كوفيد 19، وطالبت بمنح القابلة نفس الامتيازات الممنوحة لمختلف الأسلاك الطبية في هذا الإطار.
ومن جانبه، حذر رئيس النقابة الجزائرية لمخابر التحليل الطبية، ياسين ميزي علاوة، من “وجود ممارسات غير أخلاقية ودخلاء على هذا المجال في ظل غياب الرقابة وعدم توفر نصوص تنظيمية لقانون الصحة”، مضيفا أن “جائحة كوفيد-19 أبانت عن فوضى كبيرة ضحيتها المواطن”، داعيا إلى “إسناد التحاليل الطبية إلى المختصين ومعاقبة المخالفين، مع تحيين التكوين بما يتماشى مع التطورات، إلى جانب تنظيم أسعار التحاليل وتعويضها مع ضمان التنسيق والتعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال”.
بدوره، كشف رئيس المنظمة الجزائرية لضحايا الأخطاء الطبية بأن 2.5 مليون شخص يموتون سنويا جراء الأخطاء الطبية، وطرح مجموعة من الانشغالات بهدف التقليل من هذه الأخطاء وفي مقدمتها التكفل الأحسن بالنساء الحوامل في مصالح التوليد العمومية لتفادي التوجه المكثف نحو الولادة القيصرية، خفض نسب تحويل المرضى من المستشفيات العمومية نحو المصحات الخاصة وبرمجة أيام دراسية لتحليل هذه الظاهرة والبحث عن الحلول.
وخلال تدخله، قال ممثل جمعية مرضى السكري بأن المريض بداء السكري معرض بسهولة لمختلف الأمراض الأخرى، وطالب بالتوجه نحو تكفل الدولة بتعويض الأدوية الخاصة بهذا الداء بالنسبة لجميع المرضى، والتعويض عن اقتناء مضخة الأنسولين بالنسبة للأطفال المصابين بمرض السكري.
أشار رئيس مجلس اخلاقيات طب الاسنان إلى مجموعة من المشاكل التي يعرفها القطاع ومنها ضرورة تحيين القانون الخاص بالمجلس، كما طرح قضية هجرة المتخرجين الجدد خارج البلاد واقترح حلولا لهذه الظاهرة التي استفحلت، حسبه، في السنوات الأخيرة.
كما اقترحت ممثلة الفدرالية الجزائرية للصم الجزائريين إنشاء مدرسة وطنية للغة الإشارة وتنظيم دورات تكوينية للأطباء وأعوان الادارات لتعليم هذه اللغة، وطالبت بإدراج حيز زمني أكبر لهذه الفئة في الحصص التلفزيونية.
بدوره، طرح ممثل جمعية أمل الحياة لمرضى الشلل الدماغي أهم الصعاب التي تواجهها هذه الفئة وشدد على ضرورة إنشاء مراكز جهوية للعلاج وتوفير الأدوية والإمكانيات اللازمة مع تكفل الدولة بالعلاج.
وفي الأخير، أكد رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية على جعل هذه اللقاءات دورية، كما طلب من الجمعيات إعداد تقارير مفصلة من اجل استعمالها في رفع انشغالاتهم إلى الجهات الوصية، كما كرم رؤساء الجمعيات الحاضرة بشهادات شرفية نظير جهودهم المبذولة.