قال رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، البروفيسور كمال صنهاجي، إن نجاح الجزائر في تصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا يحمل ثلاثة ابعاد، مشيرا إلى أنه بامكان البلاد مستقبلا تصنيع لقاحات أخرى لمختلف الأمراض بعد اقتناء التقنية الخاصة بالعملية.
وأوضح صنهاجي، في فوروم الإذاعة، هذا الاثنين، أن تصنيع اللقاح ببلادنا خطوة مهمة جدا وتحمل أبعادا صحية ويستوعب قدرة الإبداع والبحث وتصنيع أشياء مهمة هنا بالجزائر ، فضلا عن البعد الاقتصادي من خلال انخفاض التكلفة المالية بنحو 40 بالمئة على أن تنخفض إلى 90 بالمئة عند التصنيع الكامل.
و أشار إلى أن وحدة قسنطينة لصيدال تمتلك منهجية وخبرة في التصنيع لا سيما أنها كانت تصنع الأنسولين، لذلك تمت العملية بصفة سريعة خصوصا مع توافر عدد هام من الخبراء والفنيين الذين مكنوا من نجاح العملية في مرحلتها الأولى والتي ستكون تمهيدا لعملية انتاج لقاحات أخرى مستقبلا.
و أبرز أن اللقاح المصنع بقسنطينة (كورونا فاك) يمتلك نفس معايير اللقاح الأصلي (سينوفاك) وبالإمكان الإستفادة منه في غضون ايام قليلة فقط لمواصلة عملية التلقيح لأكبر عدد ممكن من المواطنين من أجل تحقيق المناعة المحلية علما بأنه، بعد ظهور المتحور دليتا، فإن المستهدف حاليا هو تلقيح حوالي 35 مليون جزائري وليس 20 مليون مثلما كان المخطط في المرة الأولى حسب تعبيره.
وحول ما إن كان بالإمكان انتاج لقاح انفلونزا الموسمية بالجزائر، أوضح رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، البروفيسور كمال صنهاجي أن الدراسات أثبتت أن عملية التلقيح بلقاح ضد كورونا ساهمت في تقليص الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، مشيرا إلى أن التقنية الحديثة الخاصة بتصنيع اللقاح المضاد لكورونا، والتي ستقتنيها الجزائر مستقبلا، ستمكننا من تصنيع هذا اللقاح ايضا وبقية اللقاحات الأخرى، مضيفا أن الجزائر ليست معدمة من الكفاءات والموارد البشرية المؤهلة للقيام بمثل هكذا عملية.
وعن سؤال عن المشروع المتعلق بإنجاز مخبر لعلوم الأوبئة والتلقيح ، اكتفى صنهاجي بالقول ” لكي تكون للقاحات المصنعة فعالية لابد أن يرافقها بصفة غير منفصلة وإجبارية مركز علوم اللقاحات ومستشفى خاص بالأوبئة الخطيرة، وهو في الوقت نفسه مستشفى للحجر الصحي يضم مخبر يقوم بتحليل ودراسة العينات التي تؤخذ من مرضى المستشفى”.
و أضاف بأن هذا النوع من المراكز ستدرس حالات المرضى والأوبئة بصفة استباقية، لكن من أجل التصدي لمختلف الأوبئة المحتملة –يقول- يجب القيام بعملية استباقية من خلال تصنيع لقاحات مضادة لها ونكون بالتالي على أتم جاهزية في حال انتشار أي وباء.
وبشأن الموجة الرابعة المحتملة لفيروس كورونا، قلل صنهاجي من خطورتها وقال إنه في حال استمرار عملية التلقيح بنفس الوتيرة الحالية فإن الموجة الرابعة المحتملة سيكون وقعها أقل و فعاليتها ستكون خفيفة لأنها ستصطدم بجدار التلقيح.