حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن مستويات الموت والدمار في قطاع غزة “ليس لها مثيل في الأزمنة الحديثة”، معرباً عن قلقه البالغ من التصعيد المميت وتوسع العمليات العسكرية الصهيونية التي تدخل “مرحلة جديدة وخطيرة”.
جاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر صحفي عقده أمام قاعة مجلس الأمن الدولي في المقر الدائم للمنظمة الدولية، قبيل مشاركته في اجتماع حول هايتي، حيث سلط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
مجاعة وكارثة إنسانية
أكد غوتيريش أن المجاعة لم تعد مجرد احتمال في غزة، بل أصبحت “كارثة حدثت بالفعل”، مذكراً الاحتلال الصهيوني، “بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالتزاماتها الواضحة بموجب القانون الدولي”. وشدد على ضرورة “توفير الغذاء والماء والدواء والأساسيات الأخرى، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ووقف تدمير مقومات بقاء السكان المدنيين على قيد الحياة”.
وأشار الأمين العام إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت تدابير مؤقتة ملزمة، تشمل التزاماً بضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة، داعياً إلى “تطبيق هذه التدابير بشكل كامل وفوري دون أي تأخير”.
استهداف المدنيين و”سجل لا ينتهي من الفظائع”
ولفت غوتيريش إلى أن المدنيين في غزة “يواجهون مرة أخرى تصعيداً مميتاً آخر”، مضيفاً أن “مئات الآلاف من المنهكين والمصدومين اضطروا للفرار مرة أخرى”. وانتقد القصف الصهيوني المتكرر، بما في ذلك على مستشفى ناصر في خان يونس، قائلاً: “هجوم يتبعه آخر، يقتل مدنيين منهم عاملون في المجال الطبي وصحفيون يقومون بعملهم الأساسي. كل هذا تحت أنظار العالم”، واعتبر أن هذه الهجمات هي “جزء من سجل لا ينتهي من الفظائع”، مؤكداً على “ضرورة تحقيق المساءلة”.
الاستيطان: “تهديد وجودي” لحل الدولتين
وسلط الأمين العام الضوء على الوضع في الضفة الغربية المحتلة، محذراً من أن “العمليات العسكرية وعنف المستوطنين والهدم والسياسات التمييزية، تؤدي إلى النزوح وتُعمق عوامل الضعف”. وحذر بشكل خاص من أن “التوسع المستمر للمستوطنات يمزق أوصال المجتمعات”، معتبراً أن الموافقة الأخيرة على خطة بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة “إي -1” (E1) “ستفصل بشكل فعلي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، بما يشكل تهديداً وجودياً لحل الدولتين”.
وكرر غوتيريش أن “المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، أُنشئت ويتم الإبقاء عليها في انتهاك للقانون الدولي”، مطالباً الاحتلال الصهيوني بوقف مثل هذه الأعمال والامتثال لالتزاماتها”.
لا حل عسكرياً للصراع
وختم غوتيريش بالتأكيد على أن “لا حل عسكرياً للصراع”، ناشداً مرة أخرى بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، ووصول إنساني دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتظل الأزمة في غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يترقب العالم تحركات فورية وجادة لوقف نزيف الدماء والمعاناة.