في سياق متصل بالنزاع حول الصحراء الغربية، أكد عبد العزيز رخابي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، أن الولايات المتحدة وفرنسا تسعيان إلى إضفاء الشرعية على الاحتلال المغربي، وذلك عبر محاولات التأثير على مجلس الأمن الدولي.
وأوضح رخابي أن جلسة مجلس الأمن الأخيرة شهدت رفض روسيا والصين لضغوط النص الأمريكي، حيث أصرّتا على تأكيد أن الصحراء الغربية إقليم غير مستقل، وأدانتا ما وصفه بـ الإجراء الأحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة الذي يسعى لفرض نفسها بدلاً من المجلس الدولي.
وأشار رخابي إلى أن الهدف من هذه الخطوة الأمريكية هو السيطرة على كامل عملية المفاوضات، وهو ما قد يكون على حساب مصالح الشعب الصحراوي، لا سيما مع الامتيازات الممنوحة للمشروع المغربي، محذراً من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تعطيل عملية السلام بسبب تجاهل مبدأ الإنصاف بين الطرفين.
ولفت الخبير إلى أن روسيا والصين والجزائر أعادت التأكيد على حق الصحراويين في تقرير المصير، وهو المبدأ الأممي الذي يعارضه الأمريكيون والفرنسيون بشدة. وأضاف رخابي أن خطة الحكم الذاتي المغربية تعود الآن إلى وضعها الطبيعي كوثيقة بدون قيمة فعلية، إذ تم إعدادها قبل نحو عشرين عامًا من قبل الفرنسيين وتم تحديثها مؤخراً بهدف إضفاء الشرعية على الاحتلال.
وأكد رخابي أن الاستقلال تحت سيادة المغرب ليس مجرد ابتكار لغوي في القانون الدولي، بل يمثل رد فعل استعماري جديد، مستشهداً بتصرف بعض الدول الأوروبية بدعم أمريكي لتجاوز الشرعية الدولية والتدخل في سيادة الشعوب، كما كان الحال في حقبة الاستعمار.
وشدد على أن مهام مجلس الأمن الأساسية تتمثل في التوصية بالحلول مثل التفاوض أو الوساطة أو التحكيم، وليس في الرضوخ لضغوط الأعضاء الدائمين، محذراً من خطر انزلاق صلاحيات المجلس نحو الخضوع للولايات المتحدة، كما حدث في السابق مع تصويتات ضد العراق وليبيا.
وفيما يخص الجزائر، أكد رخابي أن الغربيين يسعون إلى إضفاء الطابع الثنائي على النزاع، مشيراً إلى تصريحات ستيف ويتكوف وتكرار موقف ملك المغرب في 31 أكتوبر الماضي، حيث فوّض سيادة الشعب الصحراوي إلى بعض الأعضاء الدائمين في المجلس. وأضاف رخابي أن الدبلوماسية الصفقاتية الأمريكية لا تتوافق مع أسس دبلوماسية الجزائر وأمنها القومي، حيث لم تطلب الجزائر يوماً أي ضمانات أجنبية مقيدة تحت شعار البراغماتية.









