تواصلت لليوم الثاني الجلسة الرابعة الموسومة بشعار “دور رجال الدين والمشرعين في مجال سيادة القانون والمواطنة في بلدان الساحل لمناقشة دور التشريعات في منع الإرهاب” بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال، وذلك في إطار أشغال الاجتماع الثاني لنداء الساحل بعنوان إشراك المجتمعات المحلية في منع التطرف ومعالجة الظروف المؤدية للإرهاب.
خلال افتتاح الأشغال، أشادت مديرة الجلسة “إ.عبد الله” عضو الفريق الاستشاري الرفيع المستوى المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، باحتضان الجزائر لهذا الاجتماع، مؤكدة في ذات السياق أنه يحمل بعدا دوليا هاما يهدف إلى إبراز دور زعماء الدين في دول الساحل من أجل تعزيز وقيادة مجتمع يهتم بمسائل متعلقة بالسلم ومجابهة كافة أشكال التطرف.
من جهته، كشف رئيس رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل الدكتور “أ.أولر”، أن الرابطة أنشئت من أجل محاربة التطرف والغلو باعتبارها منظمة ساحلية محلية نابعة من مقاربات محلية، كما تعمل بدورها على رص صفوف العلماء من أجل مسايرة جهود الحكومات في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف العنيف والإيديولوجي، مشيرا في ذات السياق أن رابطة العلماء ودعاة دول الساحل ككيان امتازت من حيث النتائج على أرض الواقع كونها انطلقت من مقاربات واقعية شاملة، ليبقى الهدف الأسمى نشر السلام ونبذ الكراهية مع مقارعة الفكر بالفكر بالمنهج الصحيح.
بدورهم، أجمع المتدخلون على ضرورة تحقيق السلام من خلال نبذ كافة أشكال التطرف وترويع أناس أبرياء، وهو الأصل الراسخ في كل الشرائع ، كون الإرهاب لا دين له ، أما فيما يتعلق بالبرامج فأشار بعض المتدخلين على وجوب بعث مشاريع في الدول التي بقيت تعاني ظروفا اقتصادية عصيبة ، في ذات الشأن أبرز المتدخلون ضرورة العمل على تشجيع الدول على احترام حقوق الإنسان التي تعتبر حقوق أساسية لتحقيق السلم والاستقرار، لسد ثغرة استخدام الدين من قبل جماعات إرهابية بالاعتداء على أطراف مدنية دون احترام للدين واستخدامه لاعتراض سبيل مواطنين عزل لأجل أغراض العنف، وهو ما يتطلب حسبهم إيجاد الحلول الاستعجالية في تحصيل العلم والتعليم لنشر الفهم الصحيح.
وخلص الاجتماع، إلى توظيف تجربة الجزائر في ضم وإشراك المجتمع في نبذ التطرف، كما يستوجب تصميم برامج تنموية والعمل على القضاء على الفقر، مع اقتراح إعادة النظر في إبراز خطاب ديني غير متطرف مبني على الوسطية والاعتدال، بالإضافة إلى تحرير خطاب يعتمد على الكتاب والسنة، مع إعادة الأهمية لمؤسسة الإمامة وتمويل كل نشاطاتها المحلية المتخصصة باعتبار الإمام هو القدوة، والمصلح والمرشد.