أشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على وضع حجر الأساس لمشروع مصنع المعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات بولاية تندوف ، تثمينا للمنجم الذي يعد من بين الأضخم في العالم من حيث الاحتياطيات، إذ تقدر بنحو 3،5 مليار طن من خام الحديد فيما تبلغ قدرات إنتاجه 2 إلى 3 مليون طن سنويا كمرحلة أولى (2022-2025).
وأكد رئيس الجمهورية على أهمية انجاز “مدينة منجمية” حول منجم غارا جبيلات، مبرزا من جانب آخر ضرورة الانطلاق الفوري في انجاز مركب الصلب ببشار.
كما شدد على أهمية توفير كافة الخدمات والمرافق، على غرار الكهرباء وشبكة المياه لقاعدة الحياة وللساكنة مستقبلا في إطار مدينة منجمية “بأتم معنى الكلمة”.
وحسب المجمع الصناعي المنجمي (سوناريم)، فإن المشروع المندمج لمنجم غارا جبيلات، وعلاوة على مساهمته المرتقبة في خلق 25 ألف منصب عمل مباشر و125 ألف منصب غير مباشر، سيعرف تشييد مرافق سكنية واجتماعية بما فيها تلك الخاصة بالمدينة المنجمية لغارا جبيلات.
وبعد أن أكد بأن منجم غارا جبيلات الذي دخل حيز الاستغلال والتثمين منذ أزيد من سنة يفتح أفاقا اقتصادية وتنموية “كبيرة” للجزائر، شدد الرئيس تبون على ضرورة الانطلاق “الفوري” في إنجاز مركب الصلب ببشار.
وتابع في ذات الصدد أن مصنع بشار للصلب وقضبان السكك الحديدية والهياكل المعدنية يجب أن ينطلق “من الآن لكي يكون في الموعد في سبتمبر 2026”.
واعتبر بأن مشروع غارا جبيلات يمثل “بشرى” لمنطقة الجنوب الغربي، منوها بالتطور “الكبير” الذي تشهده صناعة الحديد والصلب في الجزائر.
وأوضح في ذات الصدد أن منتجات الجزائر، على غرار حديد البناء، صارت مطلوبة ومرغوبة في الأسواق الدولية، خصوصا من إفريقيا وأوروبا واسيا وهذا بفضل مصانع وهران وبلارة (جيجل).
كما عرفت الزيارة إشراف السيد الرئيس على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات على مسافة 950 كلم، حيث شدد رئيس الجمهورية على ضرورة احترام آجال إنجاز هذا المشروع الضخم المحددة بـ30 شهرا، مؤكدا في ذات السياق أن مستقبل الجزائر مرتبط بمنجم غارا جبيلات الذي سيوفر 3 ملايير دولار “قيمة استيراد مادة الحديد”.
ويكتسي خط السكة الحديدية بشار /تندوف/غارا جبيلات أهمية بالغة باعتباره سيفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة ويأتي ضمن ما يعرف بالخط المنجمي الغربي، وهو يعد مشروعا استراتيجيا ضخما وبنية تحتية لتثمين واستغلال واحد من أكبر مناجم خام الحديد في العالم.
ويشمل هذا الخط للسكة الحديدية مسافة 950 كلم من البنية التحتية للسكة الحديدية، والتي ستشكل حلقة النقل الرئيسية نحو معامل التعدين ومنه باتجاه المناطق الصناعية والموانئ التي تغطيها الشبكة الوطنية للسكة الحديدية.
وعلى هامش الزيارة، التقى رئيس الجمهورية، مساء اليوم، مع أعيان وممثلي المجتمع المدني بتندوف، حيث جرى اللقاء بحضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، بالإضافة إلى أعضاء الوفد الوزاري المرافق لرئيس الجمهورية في هذه الزيارة.
وخلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر الولاية، استمع رئيس الجمهورية باهتمام بالغ إلى انشغالات أعيان وممثلي المجتمع المدني بتندوف ومقترحاتهم بشأن مرافقة جهود الدولة في دفع حركة التنمية بالولاية في إطار بناء الجزائر الجديدة.
وبالمناسبة، أكد الرئيس تبون أن ولاية تندوف ستصبح “قطبا حقيقيا” في مجال الصناعة، مضيفا أن منجم غارا جيبلات وخط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات من المشاريع الحيوية التي من شأنها المساهمة في القضاء على البطالة وتوفير مناصب الشغل لفائدة شباب المنطقة.
كما أعلن الرئيس تبون بالمناسبة عن زيارة مرتقبة للوزير الأول إلى ولاية تندوف قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل من أجل تسجيل برنامج تكميلي لفائدة هذه الولاية.
من جهة أخرى، أكد أن رئيس الجمهورية أن الجزائر “استعادت قوتها ومكانتها المحورية والريادية إقليميا ودوليا بفضل الجيش الوطني الشعبي وإخلاص الرجال”.
وكان رئيس الجمهورية قد خص، خلال هذه الزيارة، باستقبال شعبي حاشد من قبل أعيان ومواطني الولاية، حيث شهدت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقر الولاية توافدا لجموع كبيرة من المواطنين، رافعين الراية الوطنية وحاملين لافتات ترحب برئيس الجمهورية وتشيد بالأهمية الخاصة التي يوليها للولاية من خلال المشاريع التنموية الاستراتيجية التي حظيت بها، والتي من شأنها تعزيز مكانتها كولاية محورية.
كما عبروا عن اعتزازهم بهذه الزيارة ودعمهم التام لمساعي رئيس الجمهورية في بناء الجزائر الجديدة، مشيدين بوفاء الرئيس تبون بوعوده والتزاماته أمام الشعب الجزائري.