أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون اليوم بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين على اليوم العالمي للشغل، بحضور كبار المسؤولين في الدولة، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصبين التذكاريين المخلدين لروح مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الشهيد عيسات إيدير، والأمين العام الأسبق للاتحاد، الشهيد عبد الحق بن حمودة، وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على روحهما.
ألقى رئيس الجمهورية كلمة بالمناسبة أكد فيها أنه وبفضل جهود الخيّرين من أبناء هذا الوطن استطاعت الجزائر أن تتخطى مرحلة الخطر، الذي جعلنا نتحدث عن شبه اقتصاد، لتكون، اليوم، مرتاحة وتحتل المرتبة الثالثة، كأقوى اقتصاد في إفريقيا بنسيج صناعي وفلاحي ومقاولاتي جديد، وبطاقات شبانية يافعة وذهنية مغايرة تماما لما عشناه سابقا، حيث ارتفعت صادرات الجزائر لأول مرة إلى أكثر من 07 ملايير دولار خارج المحروقات، وستصل إلى 10 ملايير دولار نهاية 2024، وباحتياطي صرف وصل إلى 70 مليار دولار، بعدما كان سنة 2019 في حدود 42 مليار دولار.
أشاد الرئيس في كلمته بمختلف الفئات العمالية، كلٌ من موقعه للدور الكبير الذي يؤدونه من أجل حماية سيادتنا الاقتصادية وتحقيق استقلال اقتصادي، يضمن حرية القرار الجزائري، بعيدا عن كل شكل من أشكال الاستدانة، التي جدّد السيد الرئيس عدم اللجوء إليها مطلقا، وأن الجزائر قادرة بحول الله على تمويل مشاريعها الاستراتيجية بإمكاناتها والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة والقدرة الشرائية، التي سيتواصل العمل لرفعها مستقبلا خاصة مع إلغاء الضريبة على الأجور الأقل من 30 ألف دينار جزائري وزيادات مرتقبة تضاف إلى تلك التي تمّ إقرارها سابقا في معاشات المتقاعدين تتراوح بين 10 و 15 بالمائة، خاصة وأن معدّل النمو لهذه السنة سيبقى مستقرا ما بين 3،9 و 04 بالمائة، على أن يبلغ الدخل الخام الجزائري نحو 400 مليار دولار نهاية 2026 وبداية 2027، مع دخول مشاريع جديدة حيّز الخدمة على غرار منجم غارا- جبيلات، وزيادة إنتاج القطاع الصناعي ومساهمته في الدخل الخام، بنسبة ستصل إلى 18 بالمائة بعدما كانت لا تتعدى 03 بالمائة.
كما استمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات العمال واهتماماتهم عبر ممثليهم من النقابيين بصدر رحب، متفهّما لعقلانية الطرح الهادف إلى ترقية الحوار، ومؤكدا أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتلبية مطالب العمال، بطريقة تراعي إمكانات الدولة من خلال رفع قدرات الإنتاج وخلق الثروة ومناصب الشغل، التي يستفيد من نتائجها العمال، ويجنّب الدولة كل أشكال التضخم الناتجة عن زيادات، دون مراعاة الإمكانات الاقتصادية.
وفي الختام، وُشّح رئيس الجمهورية بلقب النقابي الأول، باسم كافة النقابيات والنقابيين، تقديرا له واعترفا بمجهوداته الجبارة في صون حقوق العمال والحفاظ على مكتسباتهم.
فيما أشاد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين اعمر تاقجوت في كلمته بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشغل بمشاركة رئيس الجمهورية العاملات والعمال الجزائريين احتفالهم بيومهم العالمي وفاء لالتزاماته وتقديرا لجهود العمال في مسيرة البناء، مذكرا بالمكاسب المحققة في عالم الشغل على غرار الزيادات في أجور العمال ومنح ومعاشات التقاعد، كما ثمن تاقجوت قرارات الرئيس تبون في المجال الفلاحي والتي ساهمت في تحقيق الاستقلال الغذائي للجزائر.