ليس هناك بين البشر من يريد أن يظهر متهالكا وضعيفا في الشيخوخة. ومن أجل ذلك يجب وضع اللبنات الأساسية لشيخوخة صحية قبل بلوغها.
وأثبت العلماء خلال دراسة استمرت سنوات طويلة، أجرتها جمعية القلب الأمريكية، أن التمارين الرياضية والنشاط البدني واتباع ، نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه في منتصف العمر، يساعد على تعزيز صحة القلب وتحسين عملية التمثيل الغذائي في الشيخوخة.
ويوصي الأطباء عادة بممارسة تمارين رياضية معتدلة لمدة 150 دقيقة أو تمارين رياضية مكثفة لمدة 75 دقيقة في الأسبوع. واتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع غني بالفيتامينات والعناصر المعدنية والألياف الغذائية.
وقد قرر الباحثون خلال هذه الدراسة، التأكد من أن هذه التوصيات تساعد فعلا، وتمنع تطور أمراض خطيرة مستقبلا، مثل متلازمة التمثيل الغذائي – تتضمن أعراضها، ارتفاع مستوى ضغط الدم، الوزن الزائد، وانخفاض حساسية الأنسولين. وترتبط بهذه المتلازمة مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ودرس الباحثون بيانات المشتركين في برنامج دراسة أمراض القلب كل سنتين، التي بدأت عام 1953 (Framingham Heart StudyВикипедия ) وشملت 5209 أفراد من الجنسين، وسمحت نتائجها بتحديد عوامل خطر تطور أمراض القلب: ارتفاع مستوى الكوليسترول ومستوى ضغط الدم والتدخين والسمنة وانخفاض مستوى النشاط البدني.
واشترك أحفاد المشتركين الأوائل (الجيل الثالث) في عام 2002 في هذه الدراسة، حيث شملت 2379 شخصا، متوسط اعمارهم 47 سنة، نسبة النساء بينهم 54%. وخلال أعوام 2008-2011 درس الباحثون نشاطهم البدني وعاداتهم الغذائية، حيث كانوا يحملون أجهزة خاصة لمدة ثمانية أيام لتسجيل تحركاتهم، وأجابوا عن استبيان بشأن نظامهم الغذائي. واتضح للباحثين أن 28% منهم كانوا يتبعون التوصيات الرئيسية بشأن نمط الحياة الصحي. وأن 47% منهم أتبعوا توصية واحدة فقط. وأعيدت هذه العملية أعوام 2016-2019، واستنادا إلى نتائجها توصل الباحثون إلى استنتاجات محددة.
اتضح للباحثين، أن خطر تطور متلازمة التمثيل الغذائي لدى المشتركين الذين مارسوا التمارين الرياضية بصورة منتظمة، كان أقل بنسبة 51% مقارنة بالآخرين. وانخفضت هذه النسبة إلى 33% لدى الذين كان نظامهم الغذائي متنوعا وصحيا. وأما الذين اتبعوا كلا النظامين فقد انخفضت هذه النسبة إلى 65%.
ويشير الخبراء، إلى أن جميع المشتركين في هذه الدراسة هم في منتصف العمر ومن العرق الأوراسي، لذلك يجب التحقق فيما إذا كانت نتائجها تنطبق على ممثلي الأعراق والفئات العمرية الأخرى.
الدراسة منشورة في Journal of the American Heart Association
المصدر: فيستي. رو