في مقال تشرته واشنطن تايمز الامريكية -دعا مستشار الامن السابق جون بولتن سلطات بلاده الى العمل على تطبيق مخطط التسوية لسنة 1991 ليتمكن الصحراويون من تحديد مستقبلهم.
ونشرت جريدة واشنطن تايمز (Washington Times) مقالا للسيد جون بولتون يتعرض فيه للقضية الصحراوية مكذبا كل المغالطات المغربية و مفندا لدعاية اللوبيات ضد جبهة البوليساريو و كفاح الشعب الصحراوي من أجل حريته.
جون بولتون، ألذى يعتبر، فى العاصمة الأمريكية، و من بين المحافظين، من أكبر الإخصائيين فى ملف الأمن و السياسة الدولية، كان قد عمل مع جيمس بيكر، مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، حيث خبر بحيثيات القضية الصحراوية و بكل تفاصيل المراحل التى مرت منها و الحل السياسي الواقعي و الممكن المطابق لطبيعتها القانونية.*
عنوان المقال: الصين وروسيا تكتسبان نفوذًا أفريقيًا، بينما تتجاهل أمريكا أزمة سيادة الصحراء الغربية
يُعد تحديد سيادة الصحراء الغربية أحد أهم القضايا الدولية التي لم تُنجز بعد. هذه المنطقة الشاسعة الواقعة على الساحل الغربي لشمال إفريقيا، جنوب المغرب، ظلت في حالة من عدم الاستقرار منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، مما أضرّ بسكانها واستقرار وأمن منطقة الساحل. مع تنامي النفوذ الصيني والروسي في جميع أنحاء إفريقيا، ليس هذا هو الوقت المناسب لإتاحة فرصة أخرى لزيادة نفوذهما.
لم تشارك إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة، في “رياح التغيير” التي سادت إفريقيا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بل سعت جاهدةً للاحتفاظ بممتلكاتها القليلة المتبقية في الخارج. أدى موت فرانسيسكو فرانكو في نوفمبر 1975 إلى انهيار نظامه، وتخلت إسبانيا فعليًا عن الصحراء الغربية، المعروفة منذ ذلك الحين بـ”آخر مستعمرة في أفريقيا”. غزت دولتان مجاورتان، المغرب وموريتانيا، الصحراء الغربية أملًا في الاستيلاء على هذه المنطقة العازلة، لكن الصحراويين الأصليين قاوموا من خلال ما أصبح يُعرف بجبهة البوليساريو. تخلت موريتانيا لاحقًا عن أي مطالب إقليمية، لكن الجيش المغربي سيطر إلى حد كبير، ويسيطر الآن على حوالي 80% من البلاد. أما الباقي فتسيطر عليه جبهة البوليساريو، المتمركزة بالقرب من تندوف جنوب غرب الجزائر، والتي تدعم الصحراويين.
هناك لا يزال النزاع قائمًا حتى اليوم. الحل الواضح لقضية السيادة هو سؤال سكان الصحراء الغربية الأصليين عما يفضلونه: الاستقلال أم “الحكم الذاتي” الموعود تحت حكم المغرب.
في عام 1991، بعد أن قادت الولايات المتحدة نقض غزو صدام حسين للكويت، دفعت واشنطن بقرار مجلس الأمن رقم 690، الذي أنشأ عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للإشراف على استفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية. تَبَع القرارُ اتفاقيةً عام 1988 بين جبهة البوليساريو والمغرب، وكلاهما أيَّد نهج مجلس الأمن.
لكن المغرب بدأ يُعيق جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القرار منذ لحظة صدوره تقريبًا، خوفًا من أن يختار الصحراويون الاستقلال في استفتاءٍ حرٍّ ونزيهٍ حقًا.
نجح وزير الخارجية السابق جيمس بيكر في إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات للموافقة على إجراء استفتاءٍ في اتفاقيات هيوستن عام 1997 لكن المغرب تراجع مجددًا، رافضًا حتى النظر في الاستفتاء الذي قبله مرارًا. وللأسف، استمرَّت عرقلة المغرب منذ ذلك الحين، حيث لا يزال مئات الآلاف من الصحراويين يعيشون في مخيماتٍ للاجئين تديرها الأمم المتحدة بالقرب من تندوف.
خلال الحرب الباردة وبعدها، لم تكن علاقات الجزائر بالغرب قويةً كعلاقات المغرب، مما أضرّ بالصحراويين. هذا الوضع آخذٌ في التغير. تشير الأدلة الحديثة على سعي الجزائر إلى تحالفات استراتيجية جديدة، وأول اتفاقية تعاون عسكري بين الولايات المتحدة والجزائر، والتي وُقّعت في بداية إدارة ترامب الثانية، إلى هذا التوجه الجديد.
وإذ يستشعر معارضو جبهة البوليساريو خطرَ تعثر مساعيهم لعرقلة الأمور، يُجرّبون خطًا جديدًا من الدعاية، مُدّعين دون دليل أن البوليساريو أصبحت تحت النفوذ الإيراني. قد يكون الهدف من هذه المعلومات المضللة صرف انتباه الولايات المتحدة عن عرقلة المغرب المستمرة منذ عقودٍ لإجراء استفتاء. وقد ذهب المعارضون الصحراويون إلى حدّ الادعاء بأ…Voir plus