ينتظر أن يعين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شخصية ذات وزن وكفاءة في منصب سفير الجزائر بالقاهرة وهو المنصب الذي يعني وفق التقليد الدبوماسي الجزائري أن يكون شاغله ممثلا دائما للجزائر في الجامعة العربية.
بعد الجهود التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون مع قيادات العديد من الدول العربية والإفريقية، والتي كللت بوصول الجزائر إلى مجلس الامن للأمم المتحدة كعضو غير دائم لسنتي 2024 و2025 ، كان لا بد من تعيين دبلوماسي مخضرم لترجمة جهود الجزائر والتعبير عن مواقفها في نصرة القضايا العادلة في الهيئة الأممية.
وكان عمار بن جامع الذي أبعد في وقت سابق من سفارة فرنسا أفضل اختيار من طرف الرئيس، حيث يعتبر بن جامع من أفضل ما أنجبت الدبلوماسية الجزائرية وبفضله كان الدور الجزائري في مجلس الامن بارزا خاصة في إثارة العديد من الملفات وتعبئة المواقف في نصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وخصوصا الحرب على غزة.
ويؤكد المتتبعون، أن ممثل الجزائر الدائم في الجامعة العربية، يجب أن يكون له من الإمكانيات ما يجعله مؤهلا لتبؤ هذا المنصب وبشكل خاص في الظرف الحالي، بما يمكن للجزائر أن تؤثر في المشهد العربي وتحرك العمل العربي المشترك خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تعتبر أمهات القضايا لدى الدبلوماسية الجزائرية.
وينتظر من قائد الفريق الدبلوماسي المرتقب تعيينه في القاهرة ، العمل على ترجمة الرؤية الجزائرية حيث تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تمكنت في أكتوبر 2022 من لم شمل الفصائل الفلسطينية في العاصمة الجزائرية بعد جهود حثيثة للرئيس تبون وبفضل عمل دبلوماسي كبير انتهى بتوقيع الفصائل الفلسطينية على وثيقة “إعلان الجزائر” للمصالحة.
وكان اجتماع الفصائل في الجزائر بداية عودة الملف الفلسطيني الذي تم تغييبه لكنه برز بفضل دور الجزائر وبشكل لافت خلال القمة العربية التي انعفدت في نوفمبر 2022، حيث أكد إعلان الجزائر على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ولتأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك.
ومن بين أهم الأطروحات التي قدمتها الجزائر وتبنتها القمة العربية لنوفمبر 2022 العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، و رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمات في الدول العربية وكان من ابرز المقترحات البناءة أيضا في القمة تلك التي تقدم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والرامية إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها وتكريس البعد الشعبي وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك وكل هذا يصب في رؤية جزائرية لإصلاح الجامعة العربية.