أسدى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، وسام مصف الاستحقاق الوطني بدرجة “عهيد” للمجاهد والعلامة الشيخ محمد صالح الصديق، تقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي امتدت لعقود ، أين احتضن قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة مراسم التكريم، بحضور وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة السيد نصر الدين بن طيفور، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة وكبار الشخصيات الوطنية والثقافية.
رسالة رئاسية تخلد مسيرة
ألقت وزيرة الثقافة خلال الحفل كلمة رئيس الجمهورية الموجهة للعلامة الصديق، التي جاء فيها: “الحمد لله أن بارك في عمركم الذي قضيتموه عامراً بالسخاء الثقافي والفكري، منذ أن كنتم شاباً نهل من منابع الشيخين العالمين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي وإخوانهم الأجلاء في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”.
وأضاف رئيس الجمهورية في رسالته: “تشبعتم مع جيلكم في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الجزائر بقيم النضال الوطني، عندما كان الكفاح يرسم الطريق نحو فجر ثورة نوفمبر المجيدة”.
صحفي الجهاد.. وقلم المقاومة
سلطت الرسالة الرئاسية الضوء على المحطات البارزة في حياة المكرم، حيث أشادت بدوره الصحفي المبكر في منابر جمعية العلماء المسلمين، قائلة: “كنتم صحفياً قلماً من أقلام بواكير الإعلام الجزائري، شاهداً على أحداث مرحلة بالغة الأهمية، وأديباً حصيفاً متميزاً بصفاء القريحة ووقار الكلمة وأصالة الفكرة”.
كما نوهت الرسالة بجهوده في مجال التحقيق التاريخي “بحس الوطني الملتزم”، معتبرة إياه “نموذجاً للكاتب المؤلف المبدع الغيور على الأمة وأمجادها، الحافظ لوديعة رفقائه من الشهداء الأبرار والمجاهدين الميامين”.
فلسفة حياة.. وعطاء متواصل
استشهد رئيس الجمهورية بمقولة للعلامة الصديق تجسد فلسفته في الحياة: “إذا عزم الإنسان على أن يحيا فلن يموت، لأن الذين يحيون حقاً هم أولئك الذين يدفعون بالحياة إلى الأمام ويمنحونها معناها”.
وختم رسالته بالقول: “هنيئاً لكم، وأنتم من مكانتكم الرفيعة في الجهاد والعلم، توشحون عن جدارة بوسام رتبة عهيد من مصف الاستحقاق الوطني”.
من جهته، عبر العلامة الشيخ محمد صالح الصديق عن امتنانه العميق لهذا التكريم، وصفاً إياه بأنه “تكريم جميل عالي القدر”، في إطار من التواضع الذي عُرف به طوال مسيرته.
وشهد الحفل عرضاً لمقتطفات من الفيلم الوثائقي “القلم والرشاش” للمخرج يوسف عمران، الذي يروي سيرة العلامة الصديق، والمقرر عرضه في دور السينما عبر الوطن.
إرث فكري خالد
يذكر أن العلامة محمد صالح الصديق، المولود سنة 1925، يُعد من أكثر الكتاب إنتاجاً في الوطن العربي، حيث قدّم ما يقارب المائتي مؤلف في مجالات الفكر والأدب والتاريخ، محافظاً على إشعاعه الفكري حتى اليوم، ومثلاً حياً على تلاحم الجهاد بالقلم في بناء الأمة والدفاع عن هويتها.









