في خطوة تعبّر عن التزام الدولة الجزائرية بربط الأجيال الصاعدة من أبناء الجالية الوطنية بالخارج بجذورهم الثقافية والوطنية، انطلقت رسميًا فعاليات المخيمات الصيفية لأبناء الجالية، تحت شعار “مخيمي… فرصتي لأسمو”.
البرنامج الذي يُنظم بمبادرة من وزارة الشباب، استقبل أولى الوفود القادمة من أوروبا، وعلى رأسها فرنسا، في تجربة تربوية وطنية فريدة تمزج بين الترفيه.. والتنشئة والانتماء.
الوطن في قلب الذاكرة…
قال وزير الشباب مصطفى حيداوي، خلال استقباله للأطفال بمطار هواري بومدين الدولي:
“هدفنا الأول هو تعزيز الروح الوطنية وترسيخ الانتماء للجزائر لدى أطفالنا المولودين بالخارج. نريدهم أن يشعروا بأن الجزائر بيتهم الأول، لا مجرد ذكرى أو جواز سفر.”
ومنذ اللحظات الأولى لوصولهم، كان في انتظارهم مشهد وطني بامتياز: أعلام ترفرف، وأناشيد الاستقلال، وهتافات “تحيا الجزائر”. مشاهد ليست بروتوكولية فقط، بل جزء من بناء الذاكرة والانتماء.
ورشات للتاريخ والهوية
لا تقتصر المخيمات على الجانب الترفيهي، بل تتضمن برنامجًا تربويًا غنيًا يشمل ورشات تفاعلية عن الثورة التحريرية، رموز السيادة، اللغة، والتنوع الثقافي.
وفي تصريح من أحد المؤطرين بمخيم بومرداس:”عندما يرسم الطفل خريطة الجزائر أو يقرأ النشيد الوطني للمرة الأولى، فذلك لحظة ولادة وطنية حقيقية.”
جسر حيّ بين الجزائر وأبنائها في المهجر
البرنامج يؤكد أن الجزائر لا تنسى أبناءها أينما كانوا، بل تمد إليهم الجسور عبر مؤسساتها الرسمية ومجتمعها المدني.
شركاء وطنيون كبار شاركوا في إنجاح هذه المبادرة، من بينهم مسجد باريس الكبير، وزارة النقل، الكشافة الإسلامية، وسوناطراك، ما منح البرنامج بعدًا وطنيًا شاملاً.
وتقول ليلى، 11 سنة، من ليون الفرنسية: “كنت أسمع عن الجزائر من أبي… اليوم رأيتها، وعرفت أنني منها.”
انتماء صلب
الهدف من هذه المخيمات ليس فقط إعادة الاتصال بالوطن، بل تشكيل وعي وطني متوازن في عالم منفتح. فالأنشطة تشمل أيضًا برامج في القيادة، التواصل، العمل الجماعي، والانفتاح الثقافي، تجعل الطفل الجزائري في الخارج جزءًا من العالم، لكن بجذور جزائرية صلبة.