أشرف الأمين العام لوزارة الصحة طالحي محمد، نيابة عن وزير الصحة الأستاذ عبد الحق سايحي، اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2022، بمقر الوزارة على فعاليات اليوم العلمي التحسيسي حول التبرع بالأعضاء لفائدة الأسرة الإعلامية بحضور إطارات الإدارة المركزية و أساتذة في مجال زرع الأعضاء والأنسجة والخلايا و مشايخ من وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف.
في البداية أبدى الأمين العام سعادته بمشاركة مهنيّي الصحة والفِرق المتخصصة في زرع الأعضاء بالإحتفاء باليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، ليكون فرصة لجمع مهنيّي الصحة ورجال الدين من أجل تظافر كل الجهود بهدف تحسيس المواطنين، لأن هذه العملية تستلزم تعاون كل الفاعلين في المجتمع و على رأسهم رجال الدين لكِبر الثقة التي يضعها فيهم المجتمع الجزائري لضرورة التبرع من الميت دماغياً، في ظِل التزايد المهيب لعدد المرضى على عمليات الزرع بمختلف أنواعها.
و في هذا الإطار نوّه محمد طالحي بمسار زراعة الأعضاء في الجزائر والذي تبّنته ورافقته وزارة الصحة منذ اِستحداث الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء في 2015 إلى يومنا هذا، و إن هذا التطوّر الطبي الذي أعاد الأمل إلى أفواج من المرضى استيأسوا من عافية أبدانهم بعد أن غلب نجاحه كل جدال يشكِكُ في نفعه، حيث حقق الطب في مجال نقل و زرع الكلى -مثلا- في الجزائر نِسب نجاح تقارب 99% لكن على الرغم من العدد التصاعدي لعمليات زرع الأعضاء منذ 2015 إذ تمّ تسجيل 155 عملية زرع كلى و 03 عمليات زرع كبد من بداية سنة 2022 إلى يومنا هذا، بالإضافة الى 19 عملية زرع قرنية و 198 عملية زرع خلايا جذعية خلال السداسي الأول من السنة الجارية، إلا أن الفرق يتسّع بين عمليات الزرع التي اُجريت و الطلب عليها، و يعتبر هذا النقص أمرا لابّد من معالجته بفضل برنامج انتزاع الأعضاء عن طريق المانح الميّت الذي يُعّد الحل الأمثل في تقليص عدد المرضى في انتظار عملية الزرع.
كما نوه إلى دور الوكالة خلال السنتين الفارطتين، فقد تمّ الشروع في تكوين الجراحين في عملية زرع الكلى على مستوى أربع مراكز مرخصة عن طريق فريق الوكالة ويتعلّق الأمر بالمراكز الموجودة على مستوى عنابة، قسنطينة، وهران البليدة وماهي إلا أسابيع قليلة حتى يصبح كل من مركز عنابة والبليدة مستقلان جراحياً، كما يجب على الوكالة الإشراف و المتابعة فيما يخص زرع الكبد من خلال وضع برامج لتكوين الطواقم الطبية من أجل تحسين عمليات نزع وزرع الأعضاء في إطار التوأمة بين المراكز الوطنية المعتمدة أو بين المراكز الموجودة في الخارج بُغية تطوير هذا النشاط.
و أضاف السيّد طالحي محمد، أن هذه العمليات تدخل ضمن أولويات وزارة الصحة إذ يستلزم انخراط وتعاون جميع الشركاء في هذا المجال من جمعيات المرضى والمؤسسات العلمية والتي يجب أن تتشارك في الخيارات و التوجهات الاستراتيجية للمشروع لتجاوز التحدّيات وتحقيق الأهداف من خلال خطة طموحة تتطلّب الكثير من الصرامة و الإلتزام، إذ يجب على الوكالة في هذا المجال تطمين المجتمع بسلامة عمليات التبرع برمتها من أول النزع إلى آخر الزرع عن طريق تجنيد كافة وسائل الإعلام المسموعة، المقروءة والمرئية، وكذا استغلال شبكات التواصل الاجتماعي بموضوع التبرع وزرع الأعضاء، كما يجب دعوة و تشجيع الجمعيات الأهلية ذات الطابع الاجتماعي والخيري والثقافي إلى المشاركة في هذه الحملة التي تتبناها الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء تحت رعاية وزارة الصحة، نظرا للمكانة الأساسية للعقيدة الإسلامية في مجتمعنا والثقة التي يتمتع بها رجال الدين، أصبح من الضروري والمنطقي على الوكالة التنسيق مع وزارة الشؤون الدينية و المجلس الإسلامي الأعلى وكل رجال الدين من أجل بعث حملة توعوية بتكليف الخُطباء و المرشدين بتحسيس المواطنين بأهمية التبرع و مشروعِيَتِه، يسبِقُها دورات تكوينيّة في هذا المجال.
وفي الأخير، جدد الأمين العام ، دعم وزارة الصحة لأهمية تحسيس وإشراك كل الفاعلين و خاصة مهنيّي قطاع الصحة، وفي الِريادة أطباء الإنعاش والتخدير الذين يمثلّون اللَبَنَة الأولى في بعث التبرع من الميّت دماغيا، و تمنّى النجاح لهذا اليوم العلمي التحسيسي و شكر كل الحاضرين على المشاركة.