في حوار إعلامي بثّ مساء الجمعة عبر التلفزيون العمومي وقناة الجزائر الدولية، وجّه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسائل حازمة وواضحة بشأن أمن البلاد وسياستها الإقليمية، مؤكداً أن الجزائر لا تقبل بوجود المرتزقة على حدودها، وأن السيادة الوطنية خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه.
الرئيس تبون شدد على أن المواطن الجزائري في أمان، وأن الحدود الجنوبية والشرقية محمية بالكامل من أي اختراق محتمل، مضيفاً أن الدولة تتابع عن كثب تحركات الجماعات المشبوهة والتنظيمات غير النظامية، مشيراً إلى أن الجزائر تتصدى لكل من يحاول المساس بأمنها، سواء عبر محاولات اختراق أو محاولات زعزعة الاستقرار من الخارج.
وفي رسالة تحمل أبعاداً أمنية ودبلوماسية في آن واحد، رفض تبون بشكل قاطع وجود تنظيمات مثل “فاغنر” أو غيرها من المجموعات المسلحة في محيط الجزائر، مبرزاً أن “الجزائر ليست مرتعاً للمرتزقة، وكل من يتعدى حدودها سيجد الرد الصارم في انتظاره”. هذه التصريحات تأتي في سياق تصاعد التوترات في الساحل الإفريقي، حيث تزداد التحركات المسلحة والتدخلات الأجنبية، ما دفع الجزائر إلى تعزيز يقظتها الاستراتيجية.
وفي الوقت ذاته، أكد الرئيس استعداد الجزائر لمساعدة دول الجوار على استعادة استقرارها، دون المساس بسيادتها. وخص بالذكر دولة مالي، التي تعيش أوضاعاً معقدة، حيث أوضح أن الجزائر لا تسعى إلى فرض الوصاية على أحد، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الفوضى التي قد تهدد أمنها القومي.
ولم تغب عن تصريحات الرئيس الإشارات الإنسانية، إذ أكد أن الجزائر لن تغلق أبوابها في وجه الأشقاء الليبيين، وأن التنقل بين البلدين سيبقى مفتوحاً وفق ما تقتضيه الظروف الأمنية، بما يعكس البعد الأخلاقي والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين.
حوار الجمعة جاء ليجدد تمسك الجزائر بمبادئها التقليدية في السياسة الخارجية: دعم الاستقرار، احترام سيادة الدول، ورفض أي تدخل أجنبي، مقابل الحفاظ الصارم على أمنها الداخلي. في ظل وضع إقليمي متقلب، حرص الرئيس تبون على توجيه رسالة اطمئنان للداخل، وتحذير محسوب للخارج، مفادها أن الجزائر متيقظة، آمنة، وحاضرة بكل ثقلها في محيطها الجيوسياسي، دون انجرار وراء الاستفزاز أو التفريط في المبادئ.