رد عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني على ما نشره رئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الاله بن كيران محذرا الرجل المتهور من مغبة تنامي خطاباته المعادية للجزائر وشعبها، تصريحات قال بن قرينة أن صاحبها بالفعل كي يكون حقيقًا بلقب “مُسعّر حرب”
لقد تناهى إلينا مضمون الكلمة الاستفزازية لرئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله ابن كيران (بصفته رئيس حزب العدالة والتنمية، هذا الحزب الذي وقّع رئيسه السابق نيابة عن الملك اتفاقًا بين المغرب ودولة إسرائيل المزعومة)، المنشورة يوم أمس (السبت 11 جانفي 2025) على الصفحة الرسمية لحزبه. وقد أفصح فيها بلغة غير مسؤولة لم تجترئ في السابق حتى الدوائر المخزنية الرسمية على التصريح بها بشكل علني، بل كانت تكتفي بتكليف أبواقها غير الرسمية بترديدها، وهي ادعاء تبعية بعض مناطق الجنوب الغربي الجزائري (المسقية بدماء شهدائنا) بأنها أراضٍ تابعة للمملكة المغربية.
● لقد أكد لنا هذا المسؤول الغريب الأطوار، بتصريحاته الجديدة، ما كنا دائمًا نقوله ونعتقده: أن المخزن المغربي مصاب بعقدة الاحتلال الاستيطاني التوسعي التي لا يشبهها شيء في هذا الوجود إلا ما يحصل في منطقتنا العربية من طرف الاحتلال الصهيوني المتمدد في المنطقة، والذي لا يحترم حدًّا ولا عهدًا ولا ميثاقًا. مرة يشكك في وجود دولة موريتانية، ومرة يحاول المساس بالسلامة الترابية الجزائرية فعلًا أو قولًا، ومرة ينتهك مواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن في انتهاك السيادة الصحراوية.
● وهي مناسبة تذكرنا تصريحاته الآن بتصريحات أدلى بها بعض رموز وقادة هذا الحزب أثناء ما يسمى بالربيع العربي بالدعوة إلى تقسيم أراضي الجزائر بين المغرب وباقي دول الجوار، وهو الأمر الذي رددنا عليه في حينه.
● ومن حقنا أن نتساءل: لماذا، وفي كل مرة، تتناغم طروحات رموز هذا الحزب مع صقور الكيان الصهيوني الغاصب ومع اليمين المتطرف في فرنسا ضد الجزائر، ويصوب سهامه ضد وحدة الشعب الجزائري والطعن في مؤسسات دولته وسلامته الترابية؟
● إننا ندرك جيدًا بأن ابن كيران يبحث مرة أخرى عن فرصة جديدة للعودة إلى المشهد السياسي، بعد أن لفظ الشعب المغربي الشقيق حزبه الذي استخدمه المخزن لتمرير مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، ومشروع إباحة الاتجار بالمخدرات، ومشروع ضرب هوية الشعب المغربي باعتماد اللغة الفرنسية في التعليم. ولكن ننصحه بأن عودته وعودة حزبه للبريق السياسي ليس هذا هو طريقها، وإنما الطريق الأمثل لذلك هو أن يقود ابن كيران ومن يمثل مسيرة ضد القصر الملكي من أجل حمله على التوقف عن التآمر على حق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله، وعن العلاقة العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها مع إسرائيل الغاصبة، كما يجتهد أحرار المغرب في ذلك مرارًا.
● ثم ها هو الشعب المغربي اليوم يشهد معاول أخرى من معاول هدم هوية المجتمع بمحاولة إقرار مدونة قانون الأسرة الجديد الذي يريد تقويض أصالة الشعب المغربي الشقيق، الذي سنظل في الجزائر نكن له الاحترام والتقدير، ولم نرَ المواقف الناصعة لصد ذلك منه ومن حزبه.
● إن هذا ابن كيران قد انكشف أمام الشعب المغربي، الذي كره إسهال خطاباته المكرورة، التي يجتر فيها يوميًا نفس المقولات، ويلعب فيها دور المعارضة الفارغة لإلهاء الشعب المغربي عن اهتماماته الحقيقية.
● إننا، في حركة البناء الوطني، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية والسياسية والأخلاقية، نحذر هذا الرجل المتهور من مغبة تنامي خطاباته المعادية للجزائر وشعبها، التي لا يكاد يفوت فرصة إلا وأقحم الجزائر وتهجم على شعبها ومؤسساتها.
إن هذه التصريحات قد أهلت صاحبها بالفعل كي يكون حقيقًا بلقب “مُسعّر حرب” الوارد في قاموس تراثنا العربي الأصيل.
وإننا بهذه المناسبة ندعو عقلاء النخبة المغربية، التي تتظاهر دوريًا وتفضح يوميًا حقيقة خطر العلاقة مع إسرائيل في المغرب، إلى إسكات هذا الرجل المتهور وأشباهه من السياسيين غير المسؤولين.