نشر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة رسالة يعبر فيها عن شكره للذين وقفوا الى جانب الحركة وقدموا دعما خلال جمع التوقيعات لصالح قوائم البناء وهذا فحوى الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
و صل الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
كلماتُ شكر إلى كلّ مَن قدّم دعّما لقوائم “البناء” لخوض غمار التشريعيات.
نحمد الله تعالى أولا ونشكره إذ بفضله ومنّه كتبَ لحركة البناء الوطني القبول والاحتضان بين شرائح واسعة من فئات شعبنا الجزائري.
ونجزي الشكر ثانيا لكل أبناء شعبنا الأكارم وبناته الماجدات، الذين بفضل دعمهم ووفائهم تمكنّا من تجاوز مرحلتي جمع التوقيعات، وإيداع ملفات التَّرشح في المهجر وفي كل ولايات الوطن.
ورغم أن حركتنا استهدفت 40 ألف لجمع التوقيعات إلاّ أن وفاء الداعمين جعلها تتموقع في مراتب الصدارة عبر كل ولايات الوطن وبعدد التوقيعات الذي يفوق كثيرا العدد المشروط في القانون العضوي المنظم للانتخابات بل بأضعاف المطلوب.
كما أن مرحلة دراسة ملفات التّرشح وايداعها مرّت في أجواء من الأخوة والتفاهم عبر كافة ولايات الوطن.
فبهذه المناسبة أعبر باسمي الخاص ونيابة عن كل اطارات الحركة ومناضليها، عن عميق شكرنا وبالغ تقديرنا لكل الجزائريين والجزائريات الذين اختاروا تزكية قوائمنا، والذين بفضل دعمهم تمكنت حركتنا من الظفر بحجم كبير من الاقبال الشعبي المنقطع النظير، الذي جعلها في كامل الجُهوزية لخوض غمار الانتخابات التشريعية لـ 12 جوان المقبل.
ولقد اكتشف جميع المراقبين الموضوعيين صدق التزامنا الذي أعلناه مرارا بأن تكون قوائمنا نابعة من عمق هذا الشعب الوفي، وحاضنة لكفاءات رجاله ونسائه، وممثلة لكل شرائحه، التي تعددت أشكالها بين نخب سياسية واقتصادية، واجتماعية، واعلامية وثقافية، وفنية وغيرها، من دون حصرها في فئة دون سواها.
وسيكتشف الجميع أيضا أن قوائمنا كانت حصنا منيعا في وجه رجال المال الفاسد ووجه رموز النظام البائد، إذ رفضت مؤسساتنا وهيئاتنا الانتخابية كل الوجوه المتورطة في الفساد، ومنعت ترشيح الانتهازيين والوصوليين وكل من تورطوا في خيانة أمانة الشعب واجتهدنا لتحقيق ذلك ما استطعنا.
إن قوائم “البناء ” اليوم تزخر بكفاءات نزيهة من الشباب والنساء الذين نأمل ألاّ يدخروا جهدًا في خدمة المواطن والوطن الغالي.
وسنسعى بإذن الله تعالى بهم ومعهم ثم بالتعاون مع كل الخيرين من أبناء وطننا لإجراء إصلاحات سياسية حقيقية تحدث التغيير الآمن الذي نطمح إليه، والذي سيكون بإذن الله كفيلا باسترجاع الثقة المفقودة، وإنجاز المساهمة الموعودة بوضع اللبنات الأولى للجزائر الجديدة التي هتف من أجلها ملايين المواطنين والمواطنات، في الحراك التاريخي الأصيل يوم 22 فبراير 2019.
لقد أصبحت الجزائر اليوم قاب قوسين من خوض غمار هذه الانتخابات، التي نحن على قناعة تامة أنها هي السبيل المأمون لخروج وطننا الغالي من ضيق التحديات إلى فضاءات التنمية والاستقرار.
كما أن عقيدتنا راسخة بأن التداول السلمي على السلطة لا بد له أن يمرّ حتما، عبر الانتخاب وصناديق الاقتراع، التي يقول فيها الشعب كلمته بكل حرية وسيادة، ويختار من خلالها من يثق في نزاهتهم وكفاءتهم ووفائهم لتطلعاته ومطالبه.
وإننا واعون كل الوعي، ومدركون كل الإدراك، بحجم التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية التي تحوط ببلادنا، والتي سنتغلب فيها بمعية شعبنا على كل الفتن والمؤامرات التي تستهدف وحدتنا الوطنية وتماسكنا المجتمعي.
ومن هنا نجدد عزمنا في المضي قُدُما لاستكمال المسار الدستوري الذي انطلقنا فيه منذ الرئاسيات الماضية ولتعزيز الشرعية باستكمال المسار الانتخابي ولبناء:
• “جزائر جديدة”: تكون وفيةً لهوية الشعب، ولمرجعية قيمه التي أطرتْها مبادئُ الاسلام، وحددتْ معالمَها ثورةُ التحرير المباركة وبيانُها المؤسس الفاتح من نوفمبر 54 الذي يتجدد ولا يتبدد.
• “جزائرَ جديدة”: تحقّقُ الكرامة والعزة والرخاء والعيش الكريم لكل فئات الشعب.
• “جزائر جديدة”: نبنيها معًا بقدرات وسواعد كل الوطنيين الغيورين على حاضر الوطن ومستقبله يستمدون تمثيلهم من سيادة الشعب وملتحمين مع مؤسسات الدولة الدستورية.
لقد عانى شعبنا طويلا من ممارسات الظلم والقهر والسطو على حقوقه، ومن ممارسات التهميش والتزوير لإرادته، ولكنه كان دائما ينتصر على المعيقات بفضل تمسكه بحقوقه وبمطالبه في الحرية والعدالة.
لقد حان الوقت الذي سيستعيد فيه الشعب الجزائري العظيم مصدر سلطته، عبر اختياره الحرّ والسيد لممثليه في المجلس الشعبي الوطني الجديد، وفي المجالس المحلية والولائية القادمة، حتى يجنى ثمار حراكه الأصيل وتطلعاته المشروعة لبناء دولة قوية بمؤسساتها.
إننا وبتوفيق من الله، ثم بثقة الشعب ودعمه سنتمكّن من النجاح في هذا التحدي الانتخابي، لننطلق بعد ذلك مع شعبنا وبه، نحو انجاز مشروع نهضة تنموية شاملة وحقيقية يحقق رفاهية المواطنين، يتعاون فيه كل المخلصين، وتوظّفُ فيها كل موارد هذه الأرض الطيبة، التي نهبت العصابة بعض مقدراتها وأساءتْ إدارة بعضها الآخر، تلك العصابة التي خانت الأمانة ولم تلتفت يوما للتضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار، الذين تطلعوا إلى جزائر قوية في محيطها، قائدة لأمتها، رائدة في قارتها.
وفي الختام نجدد الشكر للشعب الجزائري الذي احتضننا في كل المحطات ونؤكد مدّ يدنا لكل الجزائريين دون احقاد أو مخلفات الماضي ومن أجل الجزائر من أجل تحقيق طموحات شباب 22 فبراير في الحراك الأصيل.
فهذا هو طموحنا وهذا هو قدر بلادنا.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أخوكم عبد القادر بن قرينة
رئيس حركة البناء الوطني