أفرزت نتائج شهادة البكالوريا دورة جوان 2025 تحولات جوهرية في مشهد التميّز الدراسي بالجزائر، مع عودة قوية للشعب التقنية إلى واجهة التفوق الوطني، على حساب العلوم التجريبية والرياضيات التي لطالما هيمنت على قوائم المتفوقين في السنوات الماضية.
كشف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، صباح الأحد 20 جويلية، أن نسبة النجاح الوطنية العامة في شهادة البكالوريا لهذا العام بلغت 51.57%.
وفي عرضه المفصل للنتائج، أوضح الوزير أن عدد التلاميذ الناجحين بتقدير “ممتاز” بلغ 1.754 تلميذًا، فيما بلغ عدد الحاصلين على معدل 16 فما فوق 22.978. كما سجّل 42.421 ناجحًا بتقدير “جيد”، و73.910 بتقدير “قريب من الجيد”، ما يؤكد تحسن الأداء العام للتلاميذ وتوسّع قاعدة التميز الأكاديمي.
اللافت في دورة هذا العام كان تراجع شعبة العلوم التجريبية أمام الصعود اللافت للشعب التقنية والرياضية. فقد تصدرت التلميذة رونق زاني من ولاية سوق أهراس ترتيب الناجحين وطنياً بمعدل 19.70 في شعبة الهندسة الكهربائية، تلتها التلميذة يحياوي ملاك من ولاية معسكر بمعدل 19.52 في شعبة الرياضيات، ثم كامل نرجس من العاصمة بمعدل 19.52 في شعبة الهندسة الكهربائية.
هذا التغير في ترتيب الشعب الأكاديمية بالنسبة للاوائل يعكس نجاحًا لافتًا في جهود وزارة التربية لإعادة الاعتبار إلى التخصصات التقنية، في وقت تُعزز فيه الجزائر توجهها نحو الاقتصاد المنتج والتحول الرقمي والصناعي.
وأكد وزير التربية أن هذه النتائج تمثل ثمرة جهود جماعية بذلتها مختلف مكونات الأسرة التربوية، من أساتذة ومفتشين وإداريين، بالإضافة إلى دعم الأولياء وتفاني التلاميذ، مشيرًا إلى أن الدورة تميزت بتحكم صارم في مسار الامتحانات والتصحيح، ما منح النتائج مصداقية وشفافية عالية.