وصلت الأوضاع الأمنية والعسكرية في المغرب، وقبلها الاقتصادية والاجتماعية، إلى مرحلة خطيرة من الانحلال والتمرّد والاستنزاف، جعلت من جيش الاحتلال المغربي يعيش وضعا معقدا، من تصاعد وتيرة فرار جنوده وعساكره، وهجرة صفوفه، وإعلانهم العصيان وشقهم عصا الطاعة، وهروبهم نحو الصحراء الغربية.
أفادت مصادر موثوقة لـ “الخبر” أن العشرات من الجنود والعساكر المغاربة أعلنوا تمردهم وانشقاقهم عن صفوف جيشهم، وفرّوا نحو أراضي الصحراء الغربية بحثا عن ملاذ آمن يحميهم من بطش وقمع ضباطهم الكبار، ما أدى إلى دخول جيش الاحتلال المغربي وضعية خطيرة جراء النزيف الحاد وسط صفوفه في الصحراء الغربية التي يحتلها منذ عقود.
وذكرت المصادر أن العساكر من مختلف الرتب أعلنوا العصيان عن جيشهم وتخلوا عن سلاحهم، ولم يعودوا مقتنعين بالحرب التي تشنها بلادهم في الصحراء الغربية، ما زاد من حالة الاحتقان ونفاد الصبر، وأدى إلى تصاعد يومي، وبشكل كبير، لوتيرة التمرّد في صفوف الجنود والضباط المغاربة، لا سيما أنّ هؤلاء زاد وكبر عندهم عدم التصديق والاقتناع بما يسمى “مغربية” الصحراء الغربية.
كما أكدت مصادر “الخبر” أنّ الجنود والعساكر الفارين من الجيش المغربي، الذين تخلوا عن لباسهم العسكري، يعتبرون أن جيشهم أصبح خاضعا لجيش الكيان الصهيوني الذي يتفنن في القتل والتنكيل بالفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما دفعهم إلى إعلان الانشقاق والفرار نحو الصحراء الغربية، رغم أنّها ترزح تحت نير الاحتلال المغربي.
وتشمل القائمة الطويلة للعسكريين الفارين أيضا ضباطا سامين، ويتعلق الأمر بكل من الرائد خوني محمد، سالم الصحراوي، البلال السويح، لعطف السلالي، الشريف عصام، المرابط قاسم، الحساني مروان، اللخي عادل، لغردك محمد، اضرضور لحسن، جبه نير، لعربي لدان، صديقي أحمد، جري عبد النور، لهيت اسماعيل، مولاي لي، فطري نبيل، سيدي أنور، ضريف عامر، دزيداز عباس، الوارت زبير، بنعامر صديق، مفتاح عبد الحليم، المحمدي أشرف، وأفندي مصطفى.
وإلى جانب قناعة هؤلاء الجنود والعساكر بعدم جدوى حرب المغرب في الصحراء الغربية، أبرزت مصادرنا أن الوضع الاجتماعي للجنود المغاربة أضحى صعبا جدا، مشيرة إلى أن رواتبهم توقفت منذ شهور طويلة، فكان هذا السبب القطرة التي أفاضت كأس الغضب والسخط بإعلانهم العصيان وهجرة صفوف جيشهم، خصوصا أنّ الأمل في تحسن الأوضاع المعيشية صار مستحيلا في المغرب الذي توجد حالته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على حافة الانهيار، وزادها تعقيدا عدم قدرة الحكومة المغربية على تسديد رواتب وأجور العمال والموظفين.
وفي السياق، أكدت المصادر ذاتها أنّ العديد من الجنود والعساكر المغاربة المتمردين توجهوا نحو ليبيا، وقد جرى اعتقالهم من طرف قوات الجنرال خليفة حفتر الذي يستعد لتسليمهم إلى السلطات المغربية.
وكشفت مصادرنا أن حفتر الذي يوجد في موقع سيء نظرا لاقتراب موعد محاكمته بمحكمة العدل الدولية، ستزيد هذه القضية عبئا إضافيا لسجله الأسود، مشيرة إلى أن التاريخ سيحكم ويدين هذا القرار اللاإنساني من طرف الليبيين تجاه إخوانهم الجنود المغاربة الفارين من جحيم الجوع والقهر والاستبداد، والذين، حتما، سيكون مصيرهم الإعدام رميا بالرصاص، كغيرهم ممن سبقهم في التمرّد ضد المغرب، مملكة القرون الوسطى والعبودية.