أشرف الوزير الأول سيفي غريب بولاية شلف على إعادة بعث مصنع الأسماك المصبرة “كابتن” في خطوة تعكس استراتيجية الدولة الجزائرية في استرجاع المؤسسات الإنتاجية وإعادة بعث الصناعة الوطنية، حيث يعود مجمع CIC CAPTEN المتواجد في تنس ليؤكد حضوره كمؤسسة مختصة في قطاع الصناعات الغذائية، وبالأخص صناعة معلبات السمك التي تشهد طلبًا متزايدًا محليًا
يقع هذا المجمع على بعد 7 كيلومترات غرب مدينة تنس بولاية الشلف، ويُعد من بين أعرق الوحدات الصناعية التي تم إنشاؤها في بداية تسعينات القرن الماضي تحت مسمى “ENAPECHE”. وبعد سنوات من التذبذب في النشاط نتيجة خصخصة غير ناجحة، تمت مصادرة أصوله بقرارات قضائية نهائية، ليُعاد اليوم بعثه ضمن خطة وطنية لاسترجاع المؤسسات المحجوزة من قبل الدولة في إطار مكافحة الفساد.
في أوت 2024، أُعيد دمج CIC CAPTEN ضمن القطاع العمومي تحت إشراف مجمع الصناعات الغذائية AGRODIV، الذي أسس فرعًا جديدًا باسم EPE MAHROUSSA SPA، يضم مركبين صناعيين، هما: CIC CAPTEN وCIC SAFIA، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع القدرات التصديرية.
قدرات إنتاجية منافسة
يمتلك المجمع أربعة خطوط إنتاج متطورة، اثنان منها مخصصان لإنتاج معلبات السردين، واثنان لمعلبات التونة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية اليومية حوالي 100,000 علبة من التونة الصغيرة (65 غرام)، و9000 علبة من التونة الكبيرة (950 غرام)، في حين تصل القدرة الإنتاجية خلال وردية واحدة إلى 5-6 أطنان من السردين و3-5 أطنان من التونة، حسب توفر المواد الأولية والموارد البشرية.
تنوّع في المنتجات ونكهات متعددة
يعرض المجمع تشكيلة واسعة من معلبات الأسماك، تشمل:
سردين 125 غرام بخمس نكهات: بالزيت النباتي، الطماطم، الهريسة، الزيتون، والليمون – تحت علامة “AL MARSA”.
تونة 65 و950 غرام بعلامتين تجاريتين (“AL MARSA” و”MAINIS”) وبنكهات متعددة تشمل التونة الكاملة والمفتتة، بالزيت أو الطماطم.
تجهيزات حديثة ودعم لوجيستي قوي
لضمان سيرورة الإنتاج دون انقطاع، يتوفر المجمع على تجهيزات دعم متكاملة، منها محطة كهربائية بقوة 640 ك.ف.أ، مولد كهربائي احتياطي، محطات لتحلية المياه، غرف تبريد بسعة إجمالية تتجاوز 200 طن، بالإضافة إلى ضاغطات هواء، مراجل بخارية، ومستودعات تخزين ضخمة للزيت والوقود.
نحو الريادة في السوق الوطنية والتصدير
تُعد عودة مجمع CIC CAPTEN خطوة استراتيجية ضمن مخطط الإقلاع الصناعي الوطني، حيث لا يقتصر دوره على تموين السوق الوطنية، بل يطمح إلى فتح أسواق خارجية بفضل جودة منتجاته وتنوعها، مما يُعزز صورة “صُنع في الجزائر” على الساحة الدولية.
في ظل هذه الديناميكية الجديدة، يبدو أن المجمع في طريقه لاستعادة مجده السابق، بل وتجاوز طموحات الماضي نحو آفاق أرحب من النمو والاستدامة.