أكد الوزير الأول، نذير العرباوي، اليوم الأربعاء، أن آفة المخدرات والمؤثرات العقلية تُعد من أخطر التهديدات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، مشددًا على أن مكافحتها تتطلب مقاربة وطنية شاملة ومتكاملة تقوم على تضافر جهود مختلف مؤسسات الدولة، إلى جانب دور الإعلام في التحسيس والتوعية.
وجاءت تصريحات العرباوي خلال إشرافه على حفل الإطلاق الرسمي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية الشاملة للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية 2025، المنظم بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة، بحضور أعضاء من الحكومة، وممثلين عن الأجهزة الأمنية والقطاعات المعنية، وعدد من الفاعلين في المجتمع المدني.
وقال الوزير الأول في مستهل كلمته:
“ظاهرة المخدرات لا تستثني أحدًا، وهي تمسّ كل فئات المجتمع، ما يفرض علينا تجنيدًا شاملًا ودائمًا، وإشراك الجميع في المعركة: من الدولة بمؤسساتها، إلى الإعلام والمجتمع المدني، إلى كل مواطن غيور على أمن الوطن واستقراره”.
وأضاف العرباوي أن الاستراتيجية الوطنية الجديدة تأتي لتترجم التزام الدولة الجزائرية، تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، مؤكدًا أن الوثيقة الاستراتيجية جاءت “ثمرة جهد جماعي تشاركي بين مختلف القطاعات، وتمثل خارطة طريق متكاملة مبنية على الوقاية، الردع، والعلاج”.
وأشار الوزير الأول إلى أن الجزائر قامت بـ”مجهود تشريعي معتبر” من أجل تكييف الترسانة القانونية مع تطور الظاهرة، معتبرًا أن محاربة المخدرات ليست فقط أمنية أو قانونية، بل مجتمعية وثقافية وتربوية بالدرجة الأولى.
وشدد العرباوي على ضرورة تعزيز التنسيق على الصعيد المحلي بين مختلف الهيئات والمؤسسات، لضمان فعالية أكبر في تنفيذ التدابير الوقائية والتكفل بالمستهلكين، وكذا الكشف عن الشبكات الإجرامية المتورطة في التهريب والتوزيع، وتحميلها المسؤولية الكاملة وفقًا للقانون.
كما ثمّن الوزير الأول الدور الكبير الذي يضطلع به الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، واصفًا إياه بـ”الفاعل المؤسساتي الرئيسي في كسب هذا الرهان”، داعيًا إلى دعمه وتعزيز قدراته التقنية والبشرية.
وختم كلمته بالتأكيد على أن كسب المعركة ضد المخدرات يتطلب نفسًا طويلاً، والتزامًا جماعيًا، وخطابًا إعلاميًا مسؤولًا، داعيًا الشباب الجزائري إلى عدم الوقوع في فخ المروجين الذين يستهدفونهم لتمزيق النسيج الوطني وضرب استقرار البلاد