، تبرز الجزائر كفاعل محتمل في سوق الهيدروجين الأخضر، فيما تبحث ألمانيا عن شركاء استراتيجيين لضمان أمنها الطاقوي. في هذا السياق، تتبلور شراكة اقتصادية عميقة بين البلدين، تستند إلى المصالح المتبادلة في مجالات الطاقة النظيفة، التصنيع، البحث العلمي، والتكوين المهني.
تصدير الهيدروجين.. بداية تحول استراتيجي
في فبراير 2024، أعلنت وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية عن تأسيس “فرقة عمل ثنائية للهيدروجين” مع الجزائر. تهدف المبادرة إلى تطوير إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، ضمن خطة ألمانية لتأمين 10% من حاجيات الاتحاد الأوروبي من الهيدروجين بحلول 2040.
مشروع SoutH2 Corridor: ربط الجزائر بأوروبا عبر أنابيب المستقبل
يرتكز المشروع على تحويل شبكة الغاز الحالية إلى خط هيدروجين يمتد من الجزائر إلى ألمانيا مرورًا بتونس، إيطاليا، والنمسا. الهدف هو نقل ما يصل إلى 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين المتجدد نحو السوق الأوروبية. كما أُعلن عن إطلاق محطة تجريبية بقدرة 50 ميغاواط في منطقة عرّوز الصناعية بوهران، بتمويل من بنك التنمية الألماني KfW، وبشراكة مع سوناطراك. المشروع يستهدف اكتساب الخبرة التقنية تمهيدًا للتصدير.
Sonelgaz وSiemens Energy: شراكة صناعية لدعم الانتقال الطاقوي
وقّعت Sonelgaz اتفاقية استراتيجية مع Siemens Energy الألمانية لتحديث المحطات الكهربائية وتطوير الكفاءات. الاتفاق يشمل أيضًا التصنيع المحلي لبعض المعدات وتحسين البنية التحتية للطاقة.
PAUWES: دعم ألماني لتكوين الكفاءات الإفريقية
بتمويل قدره 29 مليون يورو، دعمت ألمانيا إنشاء جامعة PAUWES في تلمسان، المتخصصة في الطاقة والمياه والمناخ، لتكوين أجيال من الطلبة والباحثين الأفارقة وربطهم بسوق الطاقة المستدامة.
هل تنجح الجزائر في دخول سوق الطاقة المستقبلية؟
تشير التقديرات إلى أن الجزائر يمكنها إنتاج أكثر من 40 تيراواط/ساعة سنويًا من الهيدروجين الأخضر، مع عائدات محتملة تتجاوز 8 مليارات دولار. غير أن نجاح هذه الخطة مرهون بتطوير الإطار القانوني، البنية التحتية، وتدريب الكفاءات.