وجه رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, اليوم الاثنين, بمناسبة افتتاح الأسبوع العالمي للمقاولاتية (من 18 الى 24 نوفمبر), كلمة, قرأها نيابة عنه وزير اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة و المصغرة, ياسين وليد, هذا نصها الكامل:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين – السيدات والسادة المشاركون في هذا اللقاء الهام.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسعدني أن أعرب عن ارتياحي لانعقاد هذا اللقاء الهام بمناسبة الأسبوع العالمي للمقاولاتية, وهو مناسبة للاحتفاء بالروح المقاولاتية, ودعم الابتكار والابداع لدى شبابنا المندمج اليوم في حركية توجه بلادنا لبناء اقتصاد متنوع, متفتح ومستدام.
إن تنظيم الأسبوع العالمي للمقاولاتية بمشاركة أكثر من مليون شاب عبر كل أنحاء الوطن دليل على ثقة شبابنا في الإرادة السياسية الصادقة والعملية لدعم عالم المقاولاتية, والشركات الناشئة, بما يستجيب للتحديات الاقتصادية الجديدة,التي لا مناص من خوضها وكسب رهان الانتقال إلى اقتصاد المعرفة, عبر توفير الإطار التنظيمي والقانوني الذي يضمن بيئة محفزة ومستقرة. كان من ثمارها الأولية بعد تجربة قصيرة بروز أكثر من 2000 مؤسسة حاصلة على علامة مؤسسة ناشئة, من بين 8000 شركة ناشئة مسجلة.
ولقد عززنا المكاسب المحققة في هذا المجال بإنشاء أول صندوق عمومي خاص بالمؤسسات الناشئة, وهو الآلية الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية,إذ يشكل دعما عموميا ثابتا للمشاريع الواعدة, التي تعكس رؤيتنا القائمة على تثمين الكفاءات الوطنية, وتشجيع الاستثمار في القطاع الخاص من خلال تحفيزات معتبرة وغير مسبوقة ..
وباشرنا, كما تشهد على ذلك البيانات والأرقام, إصلاحات شاملة في قطاع المؤسسات المصغرة, باعتماد منهج جديد, يبتعد تدريجيا عن ثقافة الريع التي أثبتت فشلها في فترات سابقة, وذلك من خلال إعادة هيكلة أجهزة الدولة المكلفة بدعم الشركات المصغرة, والاستثمار في مرافقة أصحاب المشاريع, لاسيما من قبل الجامعات ومعاهد التكوين, التي تساهم في تطوير المقاولاتية, بتنويع أشكال الدعم حتى لا يبقى محصورا في الجانب المالي فقط, بل يشمل التكوين, لضمان فرص النجاح والاستمرارية. وهو ما جعل الجزائر بعد تجربة سنوات قليلة نموذجا في قدرتها على تحويل الأفكار إلى واقع, في بيئة مشجعة على ريادة الأعمال.
إن هذا الواقع يجعلنا نستشرف مستقبلا واعدا للمقاولاتية الحرة التي أخذت تحظى بالرواج والانتشار الواسع, ودعمناها بقانون المقاول الذاتي, الذي يمكن شبابنا من التسجيل إلكترونيا, بدون عناء التنقل للحصول على صفة المقاول الذاتي,والاستفادة من مزايا عديدة, من بينها التأمين الاجتماعي, والنظام الضريبي التفضيلي, والمحاسبة المبسطة. وقد لقي هذا الجهاز الجديد نجاحا كبيرا إذ تحصل أكثر من 20.000 مقاول ذاتي على بطاقاتهم بعد أشهر قليلة فقط من إطلاقه.
وهكذا فإن أملنا يتسع ويقوى في تحويل قصص نجاح شبابنا إلى شركات اقتصادية بارزة دوليا على المدى المنظور, من خلال العمل على اكتساب الخبرات, ونقل التجارب الناجحة, والاستفادة من التكوين في كبريات المدن التكنولوجية في العالم, ومن خلال المشاركة في أكبر المعارض التكنولوجية في الدول المتطورة, حيث يجسد هذا البعد رؤيتنا لأهمية المبادرة والجرأة, كطريق لا بديل عنه لتمكين مقاولينا من افتكاك شراكات وعقود في الخارج, وتصدير خدماتهم ومنتوجاتهم. وإنه لما يدعو إلى الارتياح, أن نصل اليوم إلى هذا المستوى بتنظيم مؤتمر إفريقي للمؤسسات الناشئة, كأكبر حدث قاري في مجاله فتح أفقا جديدا للعلاقات الإفريقية, وساهم في تعزيز الشراكات الاقتصادية والعلمية بين شباب القارة,وأكد ريادة الجزائر قاريا واستعدادها لمشاركة الأشقاء الأفارقة خبرتهم في مجال الشركات الناشئة.
إن الجزائر تسعى لتصبح قطبا إفريقيا في مجال التكنولوجيا والابتكار, بفضل ديناميكية المؤسسات الناشئة, وإننا لنؤمن أشد الإيمان بأن الطريق لتحقيق النهضة الاقتصادية المرجوة يبدأ من ثقة الدولة بشبابها, والاعتماد على قدراته من أجل تمكينه من المشاركة الفعلية في التغيير وفي أن يكون جزءا من التنمية الوطنية, وبهذا الخصوص قررت الشروع في تنظيم مسابقة وطنية لأفضل الشركات الناشئة, تعبر عن الاحتفاء بمنجزات الشباب في الجزائر الجديدة, الحاضنة لطموحاتكم, وأدعوكم في هذه المناسبة إلى الاستمرار في اغتنام الفرص المتاحة في بلدكم, بتحدي الصعاب والمثابرة والعزيمة.
شكرا لكم, والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.