نددت المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين بكل أسف بانحراف الاتحاد العام للصحفيين العرب بمدينة دبي الإماراتية، حيث عقد اجتماعا لدورته العادية يوم الثلاثاء 14 جانفي 2025، توج ببيان لا يمت بصلة للصحافة العربية ولا للصحافيين العرب وأخلاقياتهم، بيان “عار” دس فيه السم بالعسل بتجاهله للشرعية الدولية والاصطفاف وراء أجندات تستهدف حق الشعب الصحراوي العربي الأبِيْ الذي يدافع عن حقه في الاستقلال والعيش الكريم، بيان حاول تمرير أجندة استعمارية تم طبخها في باريس وتبناها المخزن المغربي المحتل، موقف يتآمر على هتك كل حقوق الشعب الصحراوي، ويحاول النيل من المواقف المشرفة الثابتة والراسخة للجزائر ومعها أحرار العالم في مساندة الشعوب المضطهدة.
إن المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين تستغرب وتدين بشدة ما تضمنه البيان الختامي لاجتماع ما يسمى اتحاد الصحفيين العرب والذي رسَّم حالة انحرافه الخطير عن دوره في ترقية الأداء الإعلامي العربي والدفاع عن المبادئ الشريفة والنزيهة، حيث أنه بخوضه في قضية الصحراء الغربية وتبنيه مؤامرة “خطة الحكم الذاتي” المغربية الفرنسية، واتهامه بشكل مخزي للجمهورية الجزائرية بالتآمر على ما سماه “الوحدة الترابية” للملكة المخزنية، ضاربا عرض الحائط كل القرارات الأممية التي تؤكد أن قضية الصحراء الغربية تتعلق بتصفية استعمار انتهك فيها المستعمر كافة القوانين والمواثيق الأممية وحقوق الانسان، وتنتهك فيها حقوق الصحفيين الصحراويين بالجملة، ويتم قمع المناضلين الصحراويين بشكل فاضح.
إن ما يسمى الاتحاد العام للصحفيين العرب تجاهل بشكل “مقيت” قضية الشعب الصحراوي الذي يكافح منذ أزيد من 50 سنة من أجل الحرية والاستقلال، وتجاهل بجرة قلم قرارات الأمم المتحدة، التي تعتبر الصحراء الغربية من المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي على قائمة قضايا تصفية الاستعمار منذ عام 1963. وقد أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرارًا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير من خلال استفتاء حر ونزيه، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
كما أن محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري الصادر عام 1975 أوضحت أنه لا توجد روابط سيادية بين المغرب والصحراء الغربية تبرر سيطرته عليها، مؤكدةً أن تقرير المصير هو الحل القانوني الوحيد للقضية.
كما تجاهل ما يسمى اتحاد الصحفيين العرب، قرارات المحكمة الأوروبية التي أنصفت الشعب الصحراوي وأكدت بما لا يدع مجالا للشك في أحكامها غير القابلة للنقض على سيادة الشعب الصحراوي على أراضيه ووضعت حدا لنهب ثرواته الباطنية من قبل الاحتلال المغربي والمتواطئين معه من أوروبا والغرب.
إن المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين تتساءل عن توقيت هذا البيان المتخندق مع القوى الاستعمارية والذي يفضح من أسلوبه “المقزز” أنه دُبر بليل وأُملي على ما يسمى اتحاد الصحفيين العرب إملاءً من عاصمة التطبيع مع الكيان الصهيوني خدمة لحليف أمعن هو الآخر في التطبيع في وقت كانت فيه ولا تزال غزة تعاني الأمرين وتقدم قوافل من الشهداء الأبرياء منذ أكثر من 15 شهرا.
إن المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين تؤكد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وتؤكد سيادته على أراضيه كاملة غير منقوصة، وتؤكد للصحفيين العرب الأحرار والمستقلين في قراراتهم أن التواجد المغربي على تراب الجمهورية العربية الصحراوية هو احتلال جائر، تتم فيه ممارسة انتهاكات خطيرة وبشكل ممنهج ضد الشعب الصحراوي الأعزل، هذا الموقف الذي ينسجم ويتوافق مع المواقف المشرفة للدولة الجزائرية ودبلوماسيتها المحنكة المعلن عنها في المحافل الدولية، والتي ترأس حاليا مجلس الأمن الدولي وترافع بكل كفاءة ونضال وقوة بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية وباستناد لتاريخ نضالي طويل أساسه بيان أول نوفمبر الثوري، عن القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها قضيتي الشعب الصحراوي وقضية فلسطين.
وإذ تجدد المنظمة الوطنية الصحافيين الجزائريين إدانتها لسقطة هذا الاتحاد “المختطف” تدعو كل الصحفيين العرب الأحرار والمستقلين إلى الحيطة والحذر من هكذا مؤامرات تتكالب على الجزائر من جهات وأطراف يعلمها العام والخاص وتحاول تشويه سمعتها التي بنتها بدماء الشهداء وسواعد الرجال ومواقفها في نصرة الحق والقضايا العادلة.
ولا تفوت المنظمة دعوة اتحاد الصحفيين العرب “المختطف” إلى مراجعة موقفه والانحياز إلى جانب الحرية والسلام وقرارات المنظمات الدولية من خلال دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وفضح انتهاكات وألاعيب المخزن وحلفائه.