أشرف جمال فورار نيابة عن وزير الصحة ، الاستاذ عبد الحق سايحي، اليوم ، على فعاليات الملتقى السنوي للشبكة الوطنية لسجّل السرطان للسكان، بحضور اطارات من الادارة المركزية و خبراء في هذا المجال.
في البداية، أكّد وزير الصحة، بأن هذا الاجتماع يعّد فرصة لإعادة تأكيد الالتزام الجماعي لمكافحة السرطان و غيره من الأمراض غير المتنقلة، و الانخراط بالإعلان السياسي المعتمد في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011 و في 27 سبتمبر 2018 حول الوقاية و مراقبة الأمراض غير المتنقلة.
كما أشار السيّد الوزير، إلى أن المعطيات الرئيسية الحقيقية في مجال السرطان على المستوى العالمي، وفقًا للمنظمة العالمية للصحة، تتميّز بالحقائق الرئيسية التالية:
– تعتبر السرطانات من الأسباب الرئيسية للمرض و الوفاة في العالم،
-حوالي 70٪ من الوفيات من السرطان تحدث في البلدان المنخفضة و المتوسطة الدخل،
– يرجع حوالي ثلث وفيات السرطان إلى 5 عوامل خطر رئيسية سلوكية و غذائية (التدخين و تعاطي الكحول و الأكل غير الصحي و الخمول البدني و السمنة)،
-يعدّ اكتشاف السرطان في مراحله المتأخرة و عدم القدرة على الوصول إلى التشخيص و العلاج من المشاكل الشائعة.
كما ذكر وزير الصحة، أن التوفر على معطيات السرطان يعتبر نقطة انطلاق لأي دولة لتحديد أولوياتها، وبالتالي فإن التحدّي الرئيسي يتمثّل في الحاجة إلى التوفر على معطيات موثوقة تتعلّق بالسرطانات، ولا سيما لأهميتها الكبيرة في اتخاذ القرار في إطار مكافحة السرطان، غير أنه على الصعيد الوطني، تشكّل مراقبة السرطان مساعدة للإشراف و تقيّيم تدابير الوقاية و التكّفل بالسرطانات تستند إلى سجّلات السرطان، و التي تشكّل وسيلة لجمع و تخزين و تفسير المعطيات المتعلّقة بالمرضى المصابين بالسرطان و التي تهدف إلى تحديد معدل حدوث حالات المرضى المصابين بالسرطان و اتجاه المرض و طريقة ظهوره و النجاة و التطور و التوزيع الجغرافي، و لضمان ديمومة هذه السجّلات و تعميمها على كافة ولايات الوطن، جاء القرار رقم 22 المؤرخ في 18 فبراير 2014، لتعزيز هذا النشاط و إضفاء الطابع المؤسساتي عليه، بدعم من مخطط السرطان 2015-2019 في محوره الاستراتيجي السادس.
و أضاف السيّد الوزير، أنّه تمّ تجسيد التنظيم الهرمي في الشبكة بموجب المقرر الوزاري رقم 98 المؤرخ في 27 سبتمبر 2015، و الذي يتمحور حول التنسيق الإقليمي في الشرق و الوسط و الغرب، الهدف منه السماح بتعزيز الوضعية الوطنية و إنشاء قاعدة معطيات وطنية للسرطان في الجزائر. ليتمّ أخيرا، جعل من تاريخ 24 أكتوبر، اليوم الوطني للشبكة الوطنية لسجّلات السرطان و إضفاء الطابع المؤسساتي على المعلومات القديمة في هذا المجال، فهي كيفيات تسمح لنا بالتقيّيم، مع جميع المنسقين المحليين و الإقليميين بحضور خبراء لتبادل المعطيات و الممارسات الجيّدة التي تهدف إلى الرفع من نوعية سجلاتها إلى مستوى المتطلبات العالمية، و الاستباق بتخطيط و تنظيم هياكل التكفّل الخاصة من أجل نوعية أفضل للعلاج.
كما وضّح أن استغلال معطيات سجلات 2019، من الشبكة الوطنية و التي تمّ تقديمها اليوم، ليست استثناء لهذا الاتجاه التطوري للسرطانات في العالم كما في الجزائر، بالنظر لشيخوخة سكاننا، و نمط الحياة المضّر بالصحة، و غياب المسؤولية الفردية و الجماعية للسلوكيات غير الصحية، و عوامل الخطر البيئية هي السبب الرئيسي في التحوّل الوبائي الذي مرّ به بلدنا و عبء هذه الأمراض الذي يثقل كاهل المنظومة الصحيّة، حيث سمحت وسائل الاستكشاف و التشخيص المتطورة التي اكتسبها بلدنا من تحقيق تقدّم في الكشف و التشخيص المبكر، غير أنّه و على الرغم من هذا الاتجاه التطوري نحو تقليل الوفيات، إلى أنّ السبب الحقيقي يعود إلى التكفّل بالحالات في مرحلة يمكن علاجها من خلال انخراط الجميع، حتى يمكن تصنيف السرطان فعليا على أنه مرض مزمن قابل للشفاء.
و لهذا الغرض، قامت وزارة الصحة، خلال عملية التنفيذ هذه بما يلي:
– تشجيع التشاور حول كيفيات تبادل المعطيات و تشاركها من أجل تعزيز معطيات سجّل السرطان على نحو موثوق عبر الولايات الـ 58 في إطار الشبكة الوطنية للسجّلات،
– مراعاة الشروط الأساسية لتشغيله و استدامته، و هي كالتالي:
1) تكوين الموظفين المؤهلين في إطار جمع المعلومات،
2) مساهمة الرقمنة كأداة تهدف لتسهيل جمع المعلومات و توثيقها و استخدام برنامج المنظمة العالمية للصحة Canreg5 الذي يستخدمه المركز الدولي للبحوث حول السرطان للمشاركة و تبادل عالمي للمعطيات في إطار البحوث حول السرطان.
3) التعزيز بمعدّات الإعلام الآلي و السيرفر المركزي لأرشفة قاعدة المعلومات.
– تحديد التحدّيات و وضع خارطة طريق للشبكة الوطنية لسجّلات السرطان في كل ملتقى سنوي من أجل تحسين نوعية المعلومات.
و لهذا السبب، أكّد السيّد الوزير، على أن الخطوة التي أعطيناها الأولوية هيتلكم التي يسودها التشاور، و المشاركة، و الملكية من منظور التزام الجميع في تقيّيم تأثير المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015-2019، و البدء في التفكير من أجل استباق المخطط المقبل 2023-2030، في تحديد الأولويات بناءً على التوقعات والنماذج الإحصائية لمعطيات الشبكة.
و في الأخير، شكر الأستاذ عبد الحق سايحي، المنظّمين و الخبراء على المجهودات المبذولة لانجاح هذا اللقاء .