الفقيد الراحل ولد ونشأ بولاية المسيلة سنة 1934، وهناك تلقى مراحل تعليمه الأولى، بعدها تنقل إلى منطقة دلس الواقعة في ضواحي العاصمة، حيث درس مبادئ الصناعة، لينتقل بعدها إلى الشرق الجزائري، بمحافظة قالمة بالتحديد، أين درس بالمعهد الزراعي، ليقرر بعدها السفر إلى فرنسا، وهناك درس الحقوق، لكن نداء التجنيد الذي تلقاه من إدارة الاستعمار الفرنسي ليلتحق بالخدمة العسكرية، أفسد عليه مشاريعه وأحلامه، ما جعله يفر وينخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني سنة 1959.
بدأت رحلته مع السينما عن طريق خلية الإعلام للحكومة الجزائرية المؤقتة الكائن مقرها بتونس، ورافقه حينها الكثير من الرواد، من بينهم المخرج الفرنسي الكبير “رونيه فوتيه” الذي أسس أول مدرسة لتعليم تقنيات التصوير ومبادئ السينما وسط الغابات الجزائرية، وجمال الدين شندرلي الذي يُعد الأب الروحي للصورة الثورية الجزائرية، بالإضافة إلى آخرين كانوا ينشطون في خلية السينما على الحدود التونسية الجزائرية، وقد كانت أولى خطوات حمينة التعليمية، في قسم الأخبار بالتلفزة التونسية، قبل أن يتم ترحيله إلى دولة تشيكسلوفاكيا ليتعلم فنون السينما هناك، ليعود من هذه الدولة الاشتراكية مُحملا بالمعارف والتقنية.
أنجز العديد من الأفلام القصيرة والمهمة التي تخدم الثورة الجزائرية وتقدمها عالميا، أبرزها الفيلم الوثائقي/الروائي، 20 دقيقة، “ياسمينة “1961، الذي أخرجه رفقة جمال شندرلي، من خلال سيناريو مرتجل، وتعليق صديق الثورة الجزائرية “سيرج ميشال” الذي كتب نصه أيضا، بالإضافة إلى شراكة إخراجية أخرى بين كل من حمينة وشندرلي، و”بيار شولي” و”رونيه فوتيه”، في الفيلم الوثائقي، 25 دقيقة “جزائرنا” 1961، وقد تم عرض العملين بالأمم المتحدة، للتعريف بالثورة الجزائرية، إذا كان الأول خيالي موجه للقلب والعاطفة، والثاني وثائقي موجه للعقل، ناهيك عن أعمال أخرى، من بينها الفيلم الوثائقي، 20 دقيقة، “بنادق الحرية”1961، الذي أخرجه رفقة شندرلي، والوثائقي/الروائي، 20 دقيقة ” صوت الشعب” 1961، مع شندرلي مرة أخرى.
بعد الاستقلال مباشرة محمد لخضر حمينة أشرف الراحل على ديوان الأحداث الجزائرية الذي تأسس سنة 1963، وقد أخرج وقتها العديد من الأفلام من بينها الفيلم الروائي المتوسط، 40 دقيقة “لحظة صورة” 1964، بعدها دخل محمد لخضر حمينه في مغامرة سينمائية، وأولها في مجال إخراج الأفلام الروائية الطويلة، وكانت التجربة مع فيلم “ريح الأوراس” (1966)، دخل الفيلم العديد من المهرجانات العالمية، أبرزها مهرجان “كان”السينمائي سنة 1967، وخرج منه بجائزة العمل الأول، بعدها دخل المخرج محمد لخضر حمينة في تجربة جديدة ومختلفة، من خلال الفيلم الكوميدي “حسن طيرو” 1968، وصولا إلى رائعة “وقائع سنوات الجمر” 1974، الذي استطاع من خلالها محمد لخضر حمينة أن يلج أبواب العالمية، خصوصا بعد أن حصد من خلاله جائزة “السعفة الذهبية” من مهرجان “كان”السينمائي سنة 1975، أعرق وأهم الجوائز العالمية ، بعدها عاد سنة 1982 بفيلم جديد بعنوان “رياح رملية” وصولا إلى فيلم “الصورة الأخيرة” الذي أخرجه سنة 1986، ليتوقف حمينة مرة أخرى عن العمل في مجال السينما لحوالي 28 سنة كاملة، ليعود سنة 2014 فيلم جديد بعنوان “غروب الظلال”