أشرف صباح اليوم رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، على لقاء تشاوري حول المشروع التمهيدي للقانون العضوي المتعلق بالجمعيات. يأتي هذا اللقاء ترجمة لمبدأ التشاور والحوار الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أهمية كبيرة ويؤكد عليه في مختلف المناسبات.
شهد اللقاء، الذي حضره عدد كبير من المشاركين يمثلون مختلف الجمعيات الوطنية والمنظمات والمؤسسات، مناقشات مستفيضة امتدت لأكثر من سبع ساعات، وقد تخلل اللقاء عرض لأهم البنود التي يتضمنها مشروع القانون الجديد وسط آراء ونقاشات متنوعة، عكست تفاعلًا حقيقيًا ورغبةً صادقة في الإسهام بصياغة سياسات عامة تتماشى مع تطلعات المجتمع المدني. واتفق الجميع على أن هذا اللقاء يعد خطوة رائدة وغير مسبوقة في إشراك المجتمع المدني بفاعلية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، توجه رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد نورالدين بن براهم بخالص الامتنان والتقدير لجميع قيادات وأعضاء الجمعيات، مؤكدًا أن حضورهم يعكس وعيهم العميق بأهمية الحوار والشراكة، ويجسد رؤية رئيس الجمهورية في تعزيز الديمقراطية التشاركية القائمة على أسس الحوار والمواطنة والمشاركة.
وأضاف قائلًا: “إننا اليوم أمام لحظة تاريخية لمراجعة القانون العضوي المتعلق بالجمعيات في ظل سياق جديد ينبثق عن دستور 2020، ويستجيب لتطلعات الشعب الجزائري إن هذا القانون لا يُعد مجرد إطار تنظيمي، بل هو ركيزة أساسية لتمكين المجتمع المدني وتعزيز دوره في التنمية المحلية والحكامة، فهو يكرس الحرية في التأسيس، الشفافية في التمويل، والانفتاح على الشراكات الدولية، بما يعكس تحولًا نوعيًا في العمل الجمعوي.”
وأكد رئيس المرصد أن المجتمع المدني، بوعيه وتنوعه، يُمثل قوة اقتراح ورقابة قادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، والإسهام بفاعلية في بناء وطن قوي وديمقراطي، وفي هذا الإطار، أطلق المرصد استشارة وطنية شاملة لاستيعاب آراء وتطلعات الجمعيات، بهدف صياغة مقترحات تتناغم مع واقع وطموحات الفاعلين الجمعويين.
وأشار إلى أن الطموح يكمن في بناء مجتمع مدني يكون نموذجًا للابتكار والتخصص، قادرًا على التشبيك محليًا ودوليًا، ومؤثرًا في القضايا الحيوية مثل البيئة، التنمية الاقتصادية، والحماية الاجتماعية، وشدد على أهمية استثمار التكنولوجيا الحديثة، وتطوير أدوات التواصل مع المواطنين، وترسيخ الثقة بين الجمعيات وأعضائها، لتكون قوة فاعلة للتغيير الإيجابي.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني إلى توحيد الجهود وتعزيز العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعب الجزائري، وترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية، وجعل المجتمع المدني شريكًا أساسيًا في بناء جزائر جديدة تنبض بالأمل والطموح.