مواصلة لسلسلة الزيارات الميدانية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي خلال شهر رمضان الفضيل، قام السيد الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اليوم 21 أبريل 2022، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات البرية.
هذه الزيارة التي تدخل في إطار تكريس القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لنهج التواصل المباشر مع الأفراد والمستخدمين، تهدف للوقوف على مدى تنفيذ برنامج التحضير القتالي للقوات والاطلاع عن كثب على الظروف المهنية والمعيشية للأفراد والقوات، وجاهزيتها لمجابهة مختلف التحديات الحالية والمستقبلية.
بعد مراسم الاستقبال، وبمدخل مقر القيادة، وقف السيد الفريق، رفقة اللواء عمار عثامنية، قائد القوات البرية، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل “ديدوش مراد”، الذي يحمل مقر قيادة القوات البرية إسمه، حيث وضع باقة من الزهور عند النصب المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
إثر ذلك التقى السيد الفريق بإطارات وأفراد قيادة القوات البرية، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها مستخدمو وحدات هذه القيادة، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد في مستهلها أن الجيش الوطني الشعبي يواصل تنفيذ برنامج واسع وطموح لعصرنة وتجديد قدرات قوام المعركة لديه، وهو مدرك تمام الإدراك أن الجزائر أكبر من مجرد رقعة جغرافية، بل هي وجود حضاري، وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة، ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها:
” يواصل الجيش الوطني الشعبي، بتوجيه من السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وفي إطار مهامه الدستورية، تنفيذ برنامج واسع لعصرنة وتجديد قدرات قوام المعركة لديه، بغية التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية، التي من شأنها رفع تحديات الدفاع الوطني وأداء مهامه على الوجه الأمثل.
هذا البرنامج الطموح، الذي نحن عازمون على تجسيده على أرض الواقع، ينبثق من قناعة راسخة أن الجزائر، بالنسبة لنا في الجيش الوطني الشعبي، أكبر من مجرد رقعة جغرافية، بل هي وجود حضاري، ضاربة جذوره في أعماق التاريخ،وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة، ولا يتطلع أبدا إلى التوسع وراءها، لأن عقيدته دفاعية بالأساس”.
السيد الفريق شدّد على أن الجزائر ستعرف، في حال تطلب الأمر، كيف ترد بقوة، على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية:
“لكن الجزائر ستعرف، في المقابل، كيف ترد وبقوة، على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية، وستواصل بخطى ثابتة مسارها المظفر ومشروعها الأصيل وهو أن تكون كما تريد هي لنفسها، لا كما يراد لها أن تكون.
ونحن على يقين بأن الجزائر الشامخة بمواقفها الثابتة، لم ولن تعجب بعض الجهات المتربصة، وأن محاولات الإبتزاز والزعزعة والإستنزاف، التي تتعرض لها، إنما تستهدف تعطيل مؤهلاتها، وتجميد ثوابت قوتها الذاتية”.
السيد الفريق أكد على أن الجزائر تمتلك مؤهلات مؤكدة ترشحها ليس للاستقرار والازدهار فحسب، بل لاحتلال موقع هام على الخريطة الجهوية بل وحتى الدولية:
“ذلك أن للجزائر مؤهلات مؤكدة ترشحها ليس للاستقرار والازدهار فحسب، بل لاحتلال موقع هام على الخريطة الجهوية، وتمنحها هامشا معتبرا على الصعيد الدولي. ومن أجل تحقيق ذلك، فإننا نعتقد أن رهاننا الحقيقي يبدأ من بناء مؤسسات صلبة ومتينة، تستطيع أن تدرك بسرعة المطالب الحقيقية للمجتمع، وقادرة على توجيه حركيته الطبيعية وتنظيمها، لصالح الأهداف الكبرى للمجموعة الوطنية، وتعكس خصائص شعبنا كما هو عليه في الواقع، صامدا أمام العواصف، وعلى استعداد للتضحية ومواجهة كافة التحديات الكبرى المعترضة أو التي تلوح في الأفق”.
في ختام اللقاء أسدى السيد الفريق جملة من التوجيهات والتعليمات الرامية للرفع من مستوى أداء قواتنا البرية، كما استمع مطولا لتدخلات واقتراحات الإطارات.