مواصلة لسلسلة الزيارات الميدانية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، قام الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اليوم الثلاثاء 19 أبريل 2022، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات البحرية.
تندرج هذه الزيارة في إطار الحرص الدائم والمستمر الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لتكريس نهج التواصل المباشر مع الأفراد والاستماع لانشغالاتهم المهنية والمعيشية، لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل.
بعد مراسم الاستقبال من قبل اللواء محفوظ بن مداح، وقف السيد الفريق وقفة ترحم على روح الشهيد البطل “سويداني بوجمعة”، والذي يحمل مقر قيادة القوات البحرية اسمه، أين وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار.
إثر ذلك كان للسيد الفريق لقاء بإطارات وأفراد قيادة القوات البحرية، أين ألقى بالمناسبة كلمة توجيهية بُثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، أكد خلالها على الرعاية الخاصة التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لقواتنا البحرية، نظرا لأهميتها، باعتبارها مكونا رئيسيا لا غنى عنه في مسار حسم النزاعات والصراعات الحديثة:
“لقد رسخت الحروب الأخيرة التي شهدها العالم، أهمية القوة البحرية باعتبارها مكونا رئيسيا لا غنى عنه في مسار حسم النزاعات والصراعات الحديثة، وذلك نظرا للخصائص المتفردة لهذه القوة على غرار المرونة والاستقلالية والقدرة العالية على المناورة في عرض البحر، مما جعلها سلاحا استراتيجيا وحيويا.
من هذا المنطلق، ولأن بلادنا تحوز على مشارف بحرية مديدة تزيد عن الـ 1200 كيلومتر، فقد أولت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، طبقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، رعاية خاصة لقواتنا البحرية”.
السيد الفريق أضاف أن هذه الرعاية تتجلى على وجه الخصوص من خلال السهر على الرفع المتواصل للقدرات العملياتية والقتالية لقواتنا البحرية، وجعلها قوة رادعة حقيقية:
“هذه الرعاية التي تتجلى، خصوصا، من خلال السهر على الرفع المتواصل لقدراتها العملياتية والقتالية، باعتبارها مكونا أساسيا في منظومتنا الدفاعية وعاملا حاسما من عوامل حماية مياهنا الإقليمية بسواحلها الطويلة، من كافة أشكال التهديدات والمخاطر على غرار الهجرة غير الشرعية والتهريب وكذا الحفاظ على مواردنا البحرية.
كما أن هذه الرعاية تهدف أيضا، إلى إعادة الاعتبار للبحرية الجزائرية التي عاشت فترة ذهبية في القرون الماضية، وكانت تعد، دون منازع، سيدة البحار الأولى وقوة يحسب لها ألف حساب في حوض البحر الأبيض المتوسط.
فمثل هذا الماضي المجيد لا يمكن أن يكون إلا مصدرا من مصادر الاعتزاز، وباعثا قويا من بواعث الإصرار على وضع القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي، على المسار الصحيح وجعلها قوة رادعة حقيقية، تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر ذات الجذور الثورية العريقة، وتنسجم قدراتها القتالية والعملياتية مع مختلف الرهانات والتحديات والتغيرات الطارئة والمتسارعة التي أصبح يتميز بها عالم اليوم”.
في ختام اللقاء استمع السيد الفريق مطولا لتدخلات واقتراحات إطارات ومستخدمي قيادة القوات البحرية، حيث أسدى لهم بالمناسبة جملة من التوجيهات والتعليمات المتعلقة أساسا بضرورة المحافظة على العتاد الموجود في الحوزة وحسن استعماله، وكذا المثابرة على حماية بلادنا من جميع الآفات الخطيرة على غرار الهجرة غير الشرعية والمخدرات واستنزاف مواردنا البحرية.
————-