خرج الشعب الصحراوي في مظاهرات شعبية حاشدة بمدينة العيون المحتلة ومخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحتلة، مطالبًا بتسوية أممية عادلة تضمن حقه في تقرير المصير والاستقلال. المتظاهرون رفعوا الأعلام الوطنية وردّدوا شعارات ترفض أي حلول تتنافى مع الشرعية الدولية، مؤكدين تمسكهم بحقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال الكامل رافضين فكرة الحكم الداتي.
بالمقابل، عاد ملف الصحراء الغربية إلى صدارة الساحة الدولية عبر اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك. القضية التي حاول طيّها طويلاً أصبحت الآن على قلب الحدث في وسائل الإعلام العالمية.
وبذلك، يظل الشعب الصحراوي ثابتًا على موقفه، مؤكدًا أن تقرير المصير هو الخيار الوحيد، وهو الحق الذي تدعمه الشرعية الدولية منذ عام 1966. وبالرغم من محاولة المغرب فرض إطار الحكم الذاتي كحل واقعي، يرى مراقبون أن هذا الزخم الدولي يمثل انتكاسة سياسية له، ويعيد النقاش إلى جوهره الأصلي الذي حاول طيه طويلاً.
ويرى محللون أن التاريخ قد يعيد نفسه، فكما اضطر المغرب إلى القبول بوقف إطلاق النار عام 1991 والدخول في مفاوضات هيوستن لاحقًا، فإن المعادلة الدولية الجديدة قد تدفعه — عاجلًا أو آجلًا — إلى العودة لطاولة المفاوضات، ولكن بشروط مختلفة.
ويشير المراقبون إلى أن التغير في المناخ الإعلامي والدبلوماسي جعل من القضية الصحراوية مجددًا موضوعًا مركزيًا في النقاش الدولي حول إنهاء الاستعمار، وهو ما يمنح جبهة البوليساريو فرصة لإعادة تأكيد شرعيتها كطرف أساسي في العملية السياسية.











