بيان الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، البيان وقّعه رئيسها الشيخ محمّد المأمون القاسميّ، ردّ فيه على تصريحات الدكتور أحمد الريسوني:
– “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الأنفال/25
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت» رواه البخاري ومسلم
أصدرت الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية بيانا، وقّعه رئيسها الشيخ محمّد المأمون القاسميّ، ردّ فيه على تصريحات الدكتور أحمد الريسوني، رئيس الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين.
نصّ البيان:
جاءت تصريحات الدكتور أحمد الريسوني صادمة، فكانت سقطة عالم نالت من مصداقيته، وأفقدته سمعته في الأوساط العلميّة؛ وهو الّذي يترأّس هيئة علمية عالمية. لقد ذهب بعيدا، حين دعا العلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس، والمشاركة في النفير العام، وزحف الملايين إلى الأراضي الجزائريّة. وهذا لا يقوله فقيه عالم بحقيقة الجهاد، كما شُرع في الإسلام. واعتبر السيّد الريسوني وجود “موريتانيا ” غلطا، فضلا عن الصحراء الغربية؛ وتجاهل ترسيم الحدود بين الجزائر والمغرب، منذ خمسين عاما. فكانت منه دعوة صريحة إلى إشعال نار الفتنة، وإلى تعميق الأزمة القائمة بين البلدين، ووضع مزيد من المطبّات والعراقيل في طريق المشروع المغاربيّ، الّذي قام من أجله اتّحاد المغرب العربي.
لقد كان يجدر برئيس الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يسخّر جهوده من أجل إفشال “التطبيع”، الّذي يفسح المجال للكيان الصهيونيّ، ويعطيه موقع قدم في المنطقة المغاربية؛ ممّا يشكّل تهديدا لأمنها؛ ويعتبر تآمرا خطيرا على شعوبها؛ ويزجّ بها في صراعات ونزاعات واضطرابات؛ قد لا تُحمد عقباها؛ فضلا عن كون مسعى “التطبيع” خيانة للأقصى والقدس الشريف، وتفريطا في الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ، وطعنة في ظهر الأمّة العربية والإسلاميّة.
إنّ الرابطة الرّحمانية للزوايا العلميّة، الّتي جعلت من بين أهدافها، العمل للتقريب والتكامل بين شعوب المغرب العربي الكبير، وتحقيق وحدته المنشودة:
• تستنكر التصريحات الخطيرة الّتي أدلى بها السيّد أحمد الريسوني، في خرجته الإعلامية الأخيرة؛ وتعتبرها تحريضا على الفتنة والاقتتال بين المسلمين. والله تعالى يقول: ” وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”. الأنفال/25
• تعتبر البيان التبريريّ، الصادر عن الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين غير كافٍ، حتّى يتبرّأ صراحة من أقوال السيّد الريسوني؛ وتدعو العلماء المنخرطين في هذه الهيئة العالمية إلى إعلان موقفهم من تصريحات رئيس الاتّحاد، والمبادرة إلى تجريده من منصبه، بعد أن فقد مصداقيته، وأصبح عامل فرقة، مثيرا لفتنة، مهدّدا لمشروع الاتّحاد.
• تُهيب بالشعب الجزائريّ، أفرادًا وهيئات ومؤسّسات وأحزابا، أن ينبذوا خلافاتهم، ويوحّدوا كلمتهم؛ ويتمسّكوا بثوابتهم ومقوّمات وحدتهم؛ وأن يقفوا بالمرصاد صفّا واحدا، في مواجهة التحدّيات، والتصدّي لكافّة الاحتمالات؛ وتعبئة طاقاتهم لدرء كلّ خطر يحدق بحدود وطنهم، ويهدّد أمنهم واستقرارهم.
• تُحيّي أبناء الشعب المغربيّ الأحرار، الّذين يقفون دائما مناصرين لقضية فلسطين؛ ويرفضون ” التطبيع ” الّذي ألحق العار ببلدهم؛ وتدعوهم إلى الثبات على مبادئهم، والبقاء على عهدهم، والاستماتة من أجل إسقاط هذا المشروع، الّذي يلحق الضّرر بوطنهم وأمّتهم.
• تناشد رجال الزوايا والطرق الصوفية، والعلماء والدعاة، ورجال الإعلام، والقوى الحيّة في المغرب الشقيق، وفي البلدان المغاربية والمنطقة العربية، والدول الإسلامية أن يقفوا، بقوّة وحزم، ضدّ المخطّطات الصهيونية؛ وتدعوهم إلى العمل لمقاومتها ومواجهتها بكلّ الوسائل الممكنة؛ وممارسة الضغوط على الحكومات، وحملها على اتّخاذ مواقف حاسمة ضدّ مشاريع التطبيع، وكلّ الدعوات المشبوهة، والمخطّطات الرامية إلى مزيد من تقسيم الأمّة، وضرب وحدتها الجامعة.
• تدعو العلماء والدعاة للاحتكام إلى الميزان الّذي لا يخطئ في صحّة المبادئ، وسلامة المواقف. إنّه ميزان الحقّ الّذي لا يشوبه باطل، ميزان الهدى الّذي لا يغشّيه ضلال. فهم يحملون شرف الدعوة، ويتولّون ميراث النبوّة. عليهم أن يركّزوا على العلم في رسالتهم، ويسلكوا سبيل الحكمة في دعوتهم؛ وأن يستشعروا عظمة الأمانة الملقاة على عاتقهم، ويحفظوا استقلاليتهم وكرامتهم؛ وينأوا بأنفسهم عن الصراعات المصلحية، والتنافسات الظّرفية، ويكونوا دائما دعاة تقريب وتأليف، لا أداة فرقة وتشتيت؛ وأن يجعلوا لمصلحة الأمّة ميزانا يُؤخذ به أو يُردّ، وأن تكون لديهم فوق كلّ اعتبار يُذكر أو يُعدّ.