أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في كلمة للمشاركين في “القمة الوطنية للشباب والمشاركة السياسية” ألقاها الوزير الأول الجزائري، نذير العرباوي على أن هذه القمة تمثل فرصة سانحة من أجل استعراض ما تم إنجازه لتمكين الشباب من العمل السياسي وتذليل العقبات التي تواجههم من أجل تعزيز وجودهم في مختلف المؤسسات والهيئات الوطنية
وشدد الرئيس تبون على إن الظروف الحالية تتطلب منّا اللحمة من إجل إعلاء المصلحة الوطنية على خطى جيل التحرير، مشيرًا الى انه تم استحداث المجلس الأعلى للشباب كهيئة تُعنى بمسائل الشباب وانشغالاتهم والذي حقق أشواطا معتبرة لمد التواصل مع المؤسسات الدستورية وترقية الحوار إضافة إلى وزارة خاصة بالشباب لضمان التكفل بانشغالاتهم ومرافقتهم، مؤكدًا على أن الخطوات المحققة لإدماج الشباب في الساحة السياسية وتسيير الشأن العام تبعث على الارتياح كون هذا الزخم المتصاعد يجب أن يقابل من مؤسسات الدولة بانفتاح مماثل تجاه فئات الشباب
واعتبر الرئيس تبون أن الالتزام بترقية الشباب في الحياة السياسية لا يمكن دون تمكينه كذلك من التسهيلات في المجال الاقتصادي وهو ما يتم تجسيده.
وشدد رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي, بأن المكاسب التي تم تحقيقها إلى غاية اليوم تدفع نحو مضاعفة الجهود لتكريس هذا التحول النوعي في علاقة الشباب مع مؤسسات الدولة وخاصة المجالس المنتخبة، وذلك من خلال التركيز على التكوين والتنشئة السياسية التي تعتبر شرطا أساسيا لتحضير جيل قادر على تحمل المسؤولية، والذي يجب أن يمتد عبر كل أطوار التعليم وفي مختلف المؤسسات والتشكيلات السياسية.
وأكد رئيس الجمهورية، في هذا السياق، عزم الدولة على مرافقة شبابها، عبر التكوين، والتأطير، وتوفير فضاءات التعبير والمبادرة، مشددا على أهمية استكمال إعداد المخطط الوطني للشباب والشروع في تنفيذه ضمن مقاربة شاملة تتيح التكفل بهذه الانشغالات.
وفي ذات الصدد، دعا رئيس الجمهورية كل الشباب المهتمين بالشأن العام إلى كسرحاجز الشك والانخراط بقوة في العمل الميداني والجواري، باعتباره السبيل الوحيد للتغلب على الإكراهات التي قد تفرضها بعض الممارسات البالية أو التقاليد البائدة، وأن يكونوا رديفا فاعلا في المسار الديمقراطي الذي اختارته الجزائر بكل حرية وسيادة، وضمان مشاركة مؤثرة في صنع السياسات العمومية.
وشدد رئيس الجمهورية بشكل خاص على أهمية اعتماد الوسائل المبتكرة في التواصل المفتوح والمتحرر من البيروقراطية مع مختلف المؤسسات، نظرا لقدرة المنصات المفتوحة على تقريب المسافات وفرض الشفافية وتعزيز تأثير صوت الشباب المتردد، موضحا بأن كسب رهان الثقة هو العتبة الأولى التي يجب تجاوزها لضمان فعالية المشاركة السياسية للشباب، والتي ستساهم في تحسين باقي المؤشرات المتعلقة بمساهمة الشباب في صناعة واتخاذ القرار.