وجه الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في كلمة خلال الجلسة الرسمية للقمة السابعة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في العاصمة الأنغولية لواندا، نداءً عاجلاً لمعالجة الإخفاق في تأثير الشراكة الأوروبية-الأفريقية على الواقع المعيشي للمواطن الأفريقي، كما سلط الضوء على القضية المحورية لشعب الجمهورية الصحراوية وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
احتضنت العاصمة الأنغولية لواندا أعمال القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، بمشاركة قادة ورؤساء دول من القارتين وتشكل هذه القمة محطة حاسمة لتقييم ربع قرن من الشراكة بين المنظمتين الإقليميتين، حيث ألقى الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي كلمة استعرض فيها إنجازات الشراكة والتحديات التي لا تزال تواجه القارة الأفريقية.
شكر واستحسان للجهود المضنية
افتتح الرئيس غالي كلمته بتوجيه جزيل الشكر لفخامة الرئيس الأنغولي جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، معرباً عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به المشاركون، كما أشاد بالجهود الجبارة التي بذلها رئيس الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع نظيره الأوروبي لضمان نجاح أعمال هذه القمة التاريخية، وهنأ القادة والحضور بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على إطلاق الشراكة الأفريقية الأوروبية، معتبراً أنها فترة شهدت عملاً متواصلاً وتوطيداً لعلاقات تستشرف مستقبلاً مزدهراً لأجيال القارتين.
تساؤل محوري حول أثر الشراكة على أرض الواقع
رغم الاعتراف بالنتائج الإيجابية للشراكة، أثار الرئيس غالي تساؤلاً جوهرياً حول الكيفية التي يمكن بها بلورة أثر ملموس لهذه الشراكة على واقع القارة الأفريقية، وأشار إلى أن مظاهر الفقر والتخلف والأمراض والأوبئة والنزوح والهجرة والبطالة والديون لا تزال بنسب مقلقة في أفريقيا ووصف هذا الواقع بأنه “لا ينسجم مع المجهودات المشتركة، الكثيرة والمتنوعة” التي بذلت لتسريع التقدم في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، الطاقة المستدامة، الأمن الغذائي، الشباب، والتحول الرقمي.
تذكير تاريخي ..قضية الصحراء الغربية لم تحسم بعد
استذكر الرئيس غالي أن القمة تتزامن مع احتفال أنغولا بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، التي شكلت محطة بارزة في كفاح الشعوب الأفريقية للتخلص من آثار الاستعمار. وفي هذا السياق، ذكر القمة بأنه “لا تزال هناك قضية تصفية استعمار، هي الأخيرة من نوعها في أفريقيا، لم تستكمل بعد”. وأكد أن الشعب الصحراوي، كشعب أفريقي، لا يزال يكافح وينتظر من المنتظم الدولي أن يتاح له أخيراً ممارسة حقه المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، على غرار بقية شعوب أفريقيا والعالم.
كما ربط خطابه بموضوع السنة الحالية للاتحاد الأفريقي “العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل إفريقي من خلال التعويضات”، ووصفها بأنها دعوة مفتوحة للشريك الأوروبي لمعالجة هذا الملف بحكمة ومسؤولية لتعزيز العلاقة بين المنظمتين والشعوب.
رؤية مستقبلية تقوم على العدالة واحترام السيادة
اختتم الرئيس غالي كلمته بتأكيد أن عماد الشراكة الأفريقية الأوروبية هو الحوار البناء والثقة على أساس الاحترام المتبادل والتمسك بالقيم والمبادئ المشتركة. وأعرب عن تطلع الجمهورية الصحراوية إلى دور أكثر فعالية للاتحاد الأوروبي في:
استتباب السلم وإنهاء الحروب والنزاعات المسلحة المدمرة في أفريقيا.
الالتزام باحترام وتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
إيقاف أي تدخل أجنبي يؤجج التوتر.
ضمان حق الشعوب المقدس في تقرير مصيرها والسيادة على ثرواتها الطبيعية.
كما أعرب عن ثقته بأن تكون القمة مناسبة لتجسيد الالتزام بالرؤية المشتركة لعام 2030، التي تراعي أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأولويات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية.









