تخليدا لذكرى اليوم الوطني للشهيد الموافق لــ 18 فيفري 2023، أحيت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، تحت إشراف الأمين العام للوزارة، السيد عمار بلاني، هذه المناسبة تحت شعار “عز الأمة و عهد الرجال”، برفع العلم الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الطاهرة، واختتمت بإلقاء كلمة حول الذكرى.
كما توجّه السيد الأمين العام بكلمة إلى المشاركين بهذه المناسبة، هذا نصّها :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيّدات الفضليات، السادة الأفاضل
في رسالته الموجهة إلى الأمة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، شدّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على ثلاثة قيم و مبادئ أساسية أودّ أن أذكر بها في كلمتي بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل جزائرية و جزائري.
أولا؛ ارتباطنا الأَبديُّ بالرِّسالةِ النوفمبرية، إذ يبقى بيان الأول من نوفمبر المنارة والبوصلة لشعبنا جيلا بعد جيلا، يُحصّن بها وحدته و يصون سيادته على أرضه أرض البطولات و التضحيات.
ثانيا، الوفاء لعهد الشهداء و الحفاظ على أمانتهم، و ذلك من خلال إسهام الجميع، كلّ من مكانه، في الذود عن سيادة الجزائر وعزّتها التي بذل في سبيلها الشهداء الأبرار الغالي و النفيس ودفعوا ثمنا لها دمائهم الطاهرة و أرواحهم الزكية.
ولا يفوتني في هذا المقام أن ادعوا جميع إطارات الوزارة و موظفيها ، لاسيما الجيل الصاعد منهم بضرورة التحلي بأخلاق الشهداء و التأسيّ بمعاني التضحية والفداء و الإيثار التي دحروا بها المستعمر الغاشم و رفعوا بها راية الوطن خفاقة شامخة.
ثالثا، الحفاظ على مكانة الجزائر والإرتقاء بدورها المحوري في العالم، ولا يفوتني هنا التنويه بكل اعتزاز وفخر بالعودة القوية للدبلوماسية الجزائرية إلى الساحة الدولية تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
فكما كانت بلادنا بالأمس قبلة المستضعفين و الأحرار و الثوار، ها هي اليوم راعية للمّ شمل الأمة العربية التي تفرّقت بها السُبل و تفتح ذراعيها للإخوة الفلسطينيين صونا لوحدتهم ودعما لقضيتهم قضية الأمة الأولى، و هي أيضا رأس الحربة في الدفاع عن مصالح الدول و الشعوب الافريقية وحقوقها المشروعة في التنمية وتقرير مصيرها، لاسيما في الصحراء الغربية التي تبقى آخرة مستعمرة في افريقيا.
سيداتي سادتي،
اسمحوا لي في هذا المقام أن أغتنم هذه السانحة لأدعوا جميع إطارات و موظفي وزارة الخارجية لمزيد من التجند و المثابرة والالتزام لتمكين دائرتنا الوزارية من الاضطلاع بدورها كاملا في تجسيد الأهداف الاستراتيجية التي رسمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على صعيد تعظيم إسهام بلادنا في تحقيق السلم و الاستقرار والأمن في العالم و الدفاع عن حقوق جميع الشعوب في التنمية والتطور و الازدهار، وِفْقَ قاعدةِ التَّعاون القائم على أساسِ الـمصالح المتبادلة والمنافع المشتركة والندية في التعامل واحترام سيادة الدول وخصوصيات الشعوب و المجتمعات.
في الأخير، نجدّد واسع الرحمات على شهدائنا الأبرار وخالص التحيات لإخوانهم المجاهدين الأخيار أطال الله في عمرهم و متعهم بالصحة و العافية.
المجد والخلود للشهداء الأبرار و تحيا الجزائر عزيزة كريمة أبية.