توجت الجزائر للمرة الخامسة على التوالي بالمرتبة الأولى عربياً في حصيلة المجلات العلمية المعتمدة ضمن تقرير معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي “آرسيف” (ARCIF) لعام 2025. هذا التقرير التاريخي، الذي يصدر في نسخته العاشرة، يوثق نقلة نوعية للإنتاج العلمي العربي، ويُظهر تنامياً ملحوظاً في حجم وجودة البحث العلمي في المنطقة.
صدارة مستحقة.. إنجاز يتكرر للمرة الخامسة
في إطار إطلاق التقرير السنوي العاشر لمعامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي “آرسيف” (Arab Citation & Impact Factor) للمجلات العلمية العربية للعام 2025، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن احتلال الجزائر المرتبة الأولى عربياً للسنة الخامسة على التوالي، حيث نجحت 426 مجلة علمية جزائرية في تحقيق معايير “آرسيف” الصارمة من أصل 1272 مجلة علمية عربية معتمدة.
هذه النتائج تأتي ثمرة لفحص ودراسة بيانات ما يزيد عن 5000 عنوان مجلة عربية علمية أو بحثية في مختلف التخصصات، والصادرة عن أكثر من 1500 جامعة وهيئة علمية وبحثية في العالم العربي. وبمقارنة هذه الأرقام مع التقرير الأول الذي صدر عام 2016، يلاحظ ارتفاع مذهل في حجم البيانات بلغ 367% في عدد المجلات، و870% في عدد المقالات، وفقاً لتقرير “آرسيف” 2025 .
تميز على جميع المستويات
لم تكن الصدارة الجزائرية مقتصرة على عدد المجلات فقط، بل احتلت الجزائر أيضاً المرتبة الأولى عربياً من حيث عدد المؤلفين المستشهد بهم، وبلغ عددهم 26834 مؤلفاً، بزيادة عن نتائج تقرير العام الماضي مقدارها ما يقارب 5400 مؤلف .
كما حققت المجلات الجزائرية المراتب العليا من ضمن أحسن 10 مجلات في تخصصات الآداب والعلوم الإنسانية، العلوم الاجتماعية، القانون، الدراسات الإسلامية، والعلوم السياسية. وعلى مستوى المؤلفين الأفراد، نجح مؤلفون جزائريون في أن يكونوا ضمن المؤلفين العشرة الأكثر تأثيراً عربياً في مجالي العلوم الاقتصادية والمالية وإدارة الأعمال، والإعلام والاتصال .
الجامعات الجزائرية.. حضور لافت في التصنيف العربي
برزت الجامعات الجزائرية بقوة في التقرير، حيث احتلت جامعة قاصدي مرباح ورقلة المرتبة الرابعة عربياً من حيث عدد الاستشهادات التي حصلت عليها المقالات المنشورة في المجلات الصادرة عنها، والمرتبة الثامنة عربياً من حيث عدد الاستشهادات التي حصل عليها المؤلفون المنتسبون إليها. كما احتلت جامعة محمد خيضر بسكرة المرتبة العاشرة عربياً من حيث عدد الاستشهادات التي حصل عليها المؤلفون المنتسبون إليها .
“آرسيف”.. مصداقية ومعايير دقيقة
يخضع معامل التأثير “آرسيف” لإشراف “مجلس الإشراف والتنسيق” الذي يتكون من ممثلين لعدة جهات عربية ودولية رفيعة المستوى: مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت، لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الإسكوا)، مكتبة الإسكندرية، وقاعدة بيانات معرفة. بالإضافة إلى لجنة علمية من خبراء وأكاديميين ذوي سمعة علمية رائدة من عدة دول عربية وبريطانيا .
وقد أوضح الدكتور سامي الخزندار، رئيس مبادرة “آرسيف” أن التقرير “يمثل مرجعاً إحصائياً يعكس واقع واتجاهات البحث العلمي في العالم العربي”، مؤكداً أن “آرسيف نقل الإنتاج العلمي العربي من الحيز غير المرئي إلى الاعتراف العالمي” .
معايير صارمة للجودة والنزاهة
تشترط “آرسيف” أن تلبي المجلات العلمية المرشحة للاعتماد 32 معياراً متوافقاً مع المعايير العالمية المشابهة لمعاملات التأثير الدولية، وفقاً لمحاور معايير النشر، والمحتوى التحريري، والتنوع في المنطقة العربية والدولية، وتحليل الاستشهادات .
وتعتمد “آرسيف” على معايير علمية محددة للاختيار، مع الالتزام بالشفافية والموضوعية وعدم الانحياز لأي جهة، وإمكانية الاطلاع على جميع بيانات المراجع ومصادر الاستشهادات لكل نتيجة من نتائج المجلات المعتمدة .
رسالة واضحة للمجلات العلمية
في إطار حرص “آرسيف” على تعزيز موثوقية النشر العلمي العربي، أعلن التقرير عن استبعاد 156 مجلة علمية من قاعدة بياناته، بسبب عدم احترامها لمعايير الجودة والنزاهة العلمية. وهذا الرقم يُعد قياسياً مقارنة بتقرير 2024 الذي شهد استبعاد 72 مجلة فقط، أي بزيادة بلغت 84 مجلة خلال سنة واحدة .
يُذكر أن نسخة رقمية من تقرير 2025 ستكون متاحة عبر الموقع الإلكتروني: http://emarefa.net/arcif، قبل نهاية العام الحالي، ليستفيد منها الباحثون وصناع القرار في مجال البحث والنشر العلمي العربي .