انطلقت رسميًا، اليوم الجمعة 6 ديسمبر 2025، أعمال الدورة الرابعة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، في حفل افتتاحي مهيب تحت شعار “الاعتزاز برواد الأعمال في إفريقيا”. وجاءت كلمة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي قراها الوزير الأول سيفي غريب لترسم ملامح رؤية طموحة، لا للجزائر فحسب، بل للقارة السمراء بأكملها، معلنًا عن مبادرات نوعية أبرزها إنشاء صندوق قاري لتمويل الشركات الناشئة.
من “الموعد القاري” إلى “حاضنة الابتكار”
رحّب الرئيس في مستهل كلمته بأكثر من 25 ألف مشارك و40 وفدًا وزاريًا و200 عارض و150 مستثمرًا وخبيرًا دوليًا، مجتمعين في ما وصفه بـ “الموعد القاري” الذي “أصبح حاضنة للمؤسسات الناشئة”. وأكد أن هذا التجمع الضخم “ليس مجرد إحصاءات، بل دليل على أن رؤيتنا لبناء إفريقيا مبتكرة تلقى صدًى واسعًا”.
وأشار إلى أن عقد هذا المؤتمر بعد ثلاثة أشهر فقط من استضافة الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) “يؤكد التزامنا العميق بخدمة إفريقيا، ويعكس إرادتنا في أن تكون الجزائر وجهة رائدة للابتكار، وللتكامل الاقتصادي في قارتنا”.
إنجاز وطني: 13 ألف مؤسسة ناشئة وإطار تحفيزي
استعرض الرئيس الإنجازات المحققة على الأرض، حيث كشف أن المنظومة القانونية والتنظيمية المُحفزة التي عملت عليها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، سمحت بتجاوز عتبة 13 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية السنة الحالية. وشرح أركان هذه المنظومة التي تشمل:
إطارًا قانونيًا مرنًا ورقميًا.
نظامًا ضريبيًا تحفيزيًا يخفف الأعباء ويعزز النمو.
إطارًا مفتوحًا للابتكار، يربط المؤسسات الناشئة بالجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الاقتصادية.
استثمارات كبيرة في البنى التحتية التكنولوجية والبحثية.
وتعهد الرئيس بمواصلة هذا المسار، مؤكدًا “التزامي الشخصي للوصول إلى 20 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية 2029”.
مشروع قاري: صندوق التمويل ودعوة للتكامل
لكن الطموح، كما أكد تبون، يتجاوز الحدود الوطنية. ففي خطوة إستراتيجية تهدف إلى تمكين شباب القارة بأكملها، أعلن الرئيس عن مبادرة رائدة تتمثل في إنشاء صندوق قاري لتمويل المؤسسات الناشئة الإفريقية، داعيًا “كل الدول الشقيقة لاعتماد أفضل السياسات التي تعزز الابتكار وتوفر بيئة تنظيمية منسجمة تدعم التنافسية”.
كما شدد على أهمية التوسع القاري وبناء سوق إفريقية موحدة للتكنولوجيا، “بما يتيح جذب استثمارات أكبر، ويُبرز روادًا أفارقة قادرين على المنافسة إقليميًا ودوليًا”.
رواندا ضيف شرف.. وإفريقيا “الطموحة”
في إطار تكريم النماذج الناجحة، رحب الرئيس بجمهورية رواندا الشقيقة، ضيف شرف الدورة، واصفًا إياها بـ “النموذج القاري في التحول الرقمي والابتكار، بفضل رؤيتها الإستراتيجية وإرادتها السياسية”.
وختم الرئيس كلمته بالإعلان الرسمي عن افتتاح أعمال المؤتمر، معبرًا عن يقينه بأن أعمال هذه الدورة “ستتوج بنتائج ملموسة تدعم شبابنا وتدفع بمسيرة التنمية في قارتنا إلى آفاق أرحب”، واختتم بالهتاف: “تحيا إفريقيا موحدة، قوية، مبتكرة ومزدهرة، بشبابها وكفاءاتها”.










