أكد مدير مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بالجزائر محمد السالك أحمد عثمان يوم بتمنراست خلال اليوم الدراسي حول حماية الملكية الصناعية بأن الجزائر تتوفر على كل العوامل التي يمكن استغلالها في مجال ترقية الحماية الفكرية.
وصرح محمد السالك احمد عثمان بان الجزائر وما تمتلكه من شبكة جامعات وكفاءات مكونة في مختلف المجالات سيمكنها من لعب أدوار كبيرة في مجال التوجه نحو تنويع الاقتصاد وهو التوجه الاستراتيجي للجزائر من خلال إنتاج اقتصاد المعرفة.
وهو ما سيساهم –حسبه- في ترقية الحياة الانسانية في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاستغلال الامثل لهذه الامكانيات.
وأوضح ذات المتدخل بأن الجامعة اليوم ستكون حاضنة فعلية لمجموع الابتكارات والاختراعات من قبل الباحثين والطلبة وعلى الجامعات أن توفر كل الظروف اللازمة لضمان اجراءات حماية وتسجيل هذه الابتكارات والاختراعات لعدم استغلالها من قبل الغير بدون ترخيص أو بغرض الاستحواذ عليها وذلك من خلال تتبع سياسة ناجعة وتحديد الاطر القانونية التي تضمن ذلك.
وأوضح أيضا أن هذه الحماية ستنعكس بالإيجاب على تعميم المنافع الاقتصادية وتعزيز البحث والابتكار العلمي وتساهم في خلق التوازن بين مختلف الفعاليات التي تدخل ضمن مجال توفير الحماية الفكرية من بدايتها الى نهايتها بإقحام كل القطاعات الصناعية والتجارية والعمل على تطوير السياسات الخاصة بضمان توفير هذه الحماية.
ويمكن للجامعة ان تقوم بضمان تطوير هذه السياسات خاصة في مجال مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي اصبحت تشكل 90 بالمائة من الاقتصاد العالمي و50 بالمائة من الناتج القومي لغالبية الدول في العالم، وفق ما أشير اليه.
كما أبرز ذات المتدخل أن منطقة تمنراست تزخر بموروث كبير في مجالات مختلفة على غرار الصناعات التقليدية والذي يمكن ان يكون محل حماية فكرية تساهم في الحفاظ عليه وتجعله متناقلا بين الاجيال.
وأكد المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية بلمهدي عبد الحفيظ بأن هذا المعهد من خلال نشاطاته ضمن حماية الملكية الصناعية سيقوم بتوفير كل الظروف لمرافقة الباحثين والأكاديميين من خلال دورات التكوينية في اجراءات الحماية القانونية والإجابة عن مختلف الاشكالات التقنية في مجال الصناعة وغيرها عن طريق استغلال تقنيات التحاضر عن بعد او عن طريق التكوين الحضوري بالمعهد أو عبر مختلف فروعه بكل من سطيف ووهران.
ومن المنتظر ان يفتتح فرع اخر في غرداية لضمان توسيع اكبر للخدمات التي يقدمها المعهد خاصة بالمناطق الجنوبية من أجل ضمان دخول احسن الى منطقة التبادل الحر في افريقيا، الامر الذي يفرض على المتعاملين الاقتصاديين الوطنين الالمام بكل ظروف واجراءات الحصول على الحماية الصناعية لمختلف المنتجات التقنية او الصناعية.
وأشار من جهته البروفسور شوشة عبد الغاني مدير جامعة تمنراست بأن مرافقة الباحثين والطلبة من خلال ضمان الحماية الفكرية والصناعية لمختلف المنتوجات التقنية والفكرية سيساهم في تثمين البحث العلمي وإضفاء وسائل حماية أكثر نجاعة لحماية الابتكارات و الاختراعات، ما سيعطي فرصة اكبر في مجال التعريف بالمواهب الوطنية والخبرات الجزائرية في شتى المجالات.
اتفاقية بين جامعة تمنراست والمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية
وتم التوقيع على الاتفاقية على هامش يوم دراسي حول الملكية الصناعية, من قبل مدير جامعة تمنراست, عبد الغاني شوشة, والمدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية, عبد الحفيظ بلمهدي, بحضور مدير مكتب المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) بالجزائر, محمد السالك أحمد عثمان.
وتنص الاتفاقية التي تحوي على ثماني (8) مواد, على إنشاء لدعم التكنولوجيا والابتكار بجامعة تمنراست ضمن اطار ترقية البحث العلمي وتبادل التكنولوجيا
لتقوية الاقتصاد الرقمي تماشيا وضمان الحماية الصناعية.
كما تهدف الى تحديد طرق إنشاء مركز الدعم التكنولوجي بالجامعة وضمان توفير الخدمات الضرورية التي تسمح للطلبة والباحثين باستغلال القواعد الرقمية والبيانات الخاصة بمختلف الابتكارات والتعرف على المواضيع المختلفة التي تدخل ضمن مجال الشراكة بين الجامعة والمعهد.
و تشير الى التحسيس حول حماية الملكية الصناعية والمشاركة في تثمين نتائج البحث العلمي من خلال ضمان نقل المعارف التكنولوجية.
واحتوت الاتفاقية أيضا على التعريف بالتزامات كل طرف من خلال ضمان تطبيق الشراكة الفعلية من خلال تنظيم دورات تكوينية لإطارات وطلبة الجامعة بتمنراست من قبل المعهد في مختلف الميادين المتعلقة بمجال حماية الملكية الصناعية وضع تحت تصرف هؤلاء طرق العمل والموافقة التقنية للاطلاع على مهام المعهد في هذا المجال.