استنكرت مختلف القوى السياسية والمدنية في الجزائر الانزلاقات الخطيرة والمناورات اليائسة الصادرة عن كيان “الماك” المصنف إرهابياً، وما يروج له من دعوى انفصالية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد .
وأكدت حركة مجتمع السلم في بيان لها اليوم السبت، رفضها المطلق لهذه المناورات، معتبرة أن ما أقدمت عليه هذه الزمرة الإرهابية هو فعل عدمي باطل سياسياً واجتماعياً وقانونياً، واعتداء صريح على العقد الاجتماعي الوطني الذي يوحد كل مكونات الشعب الجزائري، ويأتي في سياق مخططات تستهدف ضرب وحدة البلاد وخدمة أجندات خارجية معادية مرتبطة بالخلفيات الاستعمارية والمشاريع الوظيفية.
من جهته، أوضح ولد علي، القيادي في الحركة الثقافية البربرية، أن انخراطه في الحركة كان مدفوعاً بقناعة عميقة بالدفاع عن الهوية الأمازيغية ولغة الأمازيغ، مؤكداً أن ذلك لا يعني تفكيك الأمة الجزائرية. وأضاف أن منطقة القبائل كانت ولا تزال قوة حية في صلب الجزائر، وساهمت على الدوام في بناء الدولة الجزائرية الحديثة من خلال المقاومة الشعبية وتنظيم الحركة الوطنية خلال الثورة التحريرية المجيدة، مؤكداً أن أي ربط للمنطقة بمشروع انفصالي يُعد تزويراً لتاريخها وتشويهاً لنضالاتها. وأشار إلى أن الحركة الثقافية البربرية تسعى إلى ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، وبناء دولة القانون، وتعزيز الحريات العامة والعدالة الاجتماعية، في إطار جزائر موحدة ومتعددة الثقافات.
بدورها، اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أن كيان “الماك” زمرة أجنبية غريبة عن الجزائر، تعمل لخدمة مصالح الكيان الصهيوني وأذناب الكيان الإماراتي والمخزن، وتهدف إلى زرع الفتنة وتشويه استقرار البلاد. وأوضحت حنون أن مشروع “إقامة دولة القبائل” يأتي ضمن مخطط “الشرق الأوسط الكبير والجديد الأمريكيين”، مستهدفا تفكيك الأوطان من باكستان حتى موريتانيا، وأن المواطنين في ولايات القبائل آخر اهتمامات هذه الزمرة، فيما يتركز اهتمامها على استغلال الثروات الباطنية والمنشآت القاعدية في الجنوب الكبير.
كما شدد يوسف أوشيش، الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية، في بيان له بمناسبة افتتاح اللقاء الفيدرالي لمنتخبي ولاية تيزي وزو، على أن الجزائر جزء لا يتجزأ من وحدة التراب الوطني التي انتزعت بدماء الشهداء، وأن أي دعوات انفصالية لا تندرج ضمن حرية الرأي، بل تمثل “خيانة عظمى” عندما تتقاطع مع أجندات خارجية تهدف إلى ضرب وحدة الدولة. وأكد أن منطقة القبائل جزء أصيل من المصير الوطني الجزائري، وأن الحفاظ على أمازيغية جامعة يشكل ركيزة من ركائز الشخصية الجزائرية بعيداً عن أي توظيف إقصائي أو انفصالي للهوية.
من جهتها قالت مليكة معطوب، أن أي محاولات لتصدير خطاب انفصالي إلى الجزائر هي محاولة يائسة للنيل من تاريخ الجزائر ووحدتها الوطنية. وأكدت أن الدعوات الانفصالية لا تمثل شعوب المناطق، بل تُسخّر لخدمة أجندات خارجية تستهدف ثروات البلاد ومصالحها. وأضافت معطوب أن الجزائر بمؤسساتها ومجتمعها المدني ستظل صامدة أمام كل محاولات تقسيم الوطن، وأن كل المبادرات السياسية والاجتماعية يجب أن تبنى على تعزيز الوحدة الوطنية والمواطنة المشتركة، مؤكدة أن الدفاع عن الهوية الأمازيغية لا يعني الانفصال، وأن ربط اسم شقيقها الفنان الراحل معطوب الوناس بأي مشروع انفصالي هو تزوير للتاريخ وتضليل للحقائق









