أشرفت عشية اليوم وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بقصر الثقافة مفدي زكرياء على التنصيب الرسمي لرئيس وأعضاء المجلس الوطني للفنون والآداب في عهدته الرابعة التي ستمتد مابين 2022-2025، وهذا بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، رئيس والأعضاء السابقون والجدد للمجلس الوطني للآداب والفنون، إطارات وزارة الثقافة والفنون، الأسرة الإعلامية ومجموعة من المثقفين والأدباء والفنانين والمهتمين.
وأكدت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي في كلمة ألقتها بالمناسبة على أهمية المجلس الوطني للفنون والآداب الذي يطّلع بمهام دقيقة تخصّ مجالات تُعنى بأولويات القطاع، ودعته للعمل بفاعلية أكبر من أجل تفعيل دور ومكانة الأديب والمثقف والفنان التي لا تتجلى إلا إذا ما عزّزنا قدراتهم وحسّنا وضعياتهم الاجتماعية والمهنية ووفرنا لهم شروط النجاح، ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان لهم إطار يتبنّى انشغالاتهم واقتراحاتهم، خاصة وأننا احتفلنا منذ أيام بذكرى 8 ماي 1945 وخلالها استحضرنا تضحيات شعبنا وتضحيات المثقفين والفنانين الوطنيين الذين أفدوا الوطن بنفوسهم وواجهوا محاولات طمس هويتنا فحافظوا على تراثنا وثقافتنا وحشدوا العزائم بإبداعاتهم الأدبية والفنية، كما نستحضر أسماء المثقفين والفنانين الذين نالت منهم أيادي الغدر أو الذين رحلوا عنا.
وعرجت السيدة الوزيرة في ذات السياق إلى دور الفنان في التعبير عن آلام وآمال شعبه وعن دوره في مواكبة التغيرات والتحولات الاجتماعية، مضيفة بأن الجزائر الجديدة التي نسعى شعبا وحكومة إلى رسم معالمها بتوجيهات من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تقتضي من المثقف ومن الفنان أدوارا أساسية في الحفاظ على هويتنا وفي توعية أبنائنا وبناتنا والرّفع من قدراتنا الثقافية التنافسية بالارتكاز على ما نزخر به من طاقات إبداعية راقية.
وقبل الشروع في مراسيم التنصيب الرسمي للمجلس الجديد قامت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بتكريم أعضاء المجلس المنتهية عهدتهم برئاسة الأستاذ “محمد ساري”، واغتنمت المناسبة لتتقدم بالشكر والتقدير لهم، منوّهة بكل ما أنجزوه وبذلوه من جهود ومثابرة في العمل، داعية إياهم إلى توظيف ما يتحلون به من تجربة ودراية بأوضاع الفنانين لخدمة الأهداف المنشودة وتقديم المساعدة للأعضاء الجدد بآرائهم واقتراحاتهم وأفكارهم، فبقائهم كشركاء فاعلين للمجلس الجديد كفيل بتحقيق خطوات ملموسة في مسعى نبيل يهدف إلى خدمة الفنانين والمثقفين ومنه خدمة الثقافة الوطنية، لتقوم بعدها بتنصيب المجلس الجديد برئاسة الدكتور عبد المالك مرتاض، وهو أستاذ جامعي وأديب جزائري حاصل على شهادة الدكتوراه، تولى سابقا رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية ويعد مرجعا في الدراسات الأدبية والنقدية، والذي قام بدوره بإهداء مجموعة من مؤلفاته وإصداراته للسيدة وزيرة الثقافة والفنون. وأكدت السيدة الوزيرة إلى أنها تضطلع إلى دور أكبر فعالية للمجلس الذي ترى أنه قد حان الوقت لكي يؤدّي الدّور المنوط به في رسم معالم جديدة للعمل الثقافي لاسيما وأن التعديلات الأخير لمهامه تنصّ على إنشاء لجنة دائمة تضطلع بالتقييم والإستشراف الفنّي، كما تخوّله صلاحيات مهمّة على غرار إعداد مدوّنة المهن الفنية ووضع معايير موضوعية وشفافة لاستصدار بطاقة الفنان واقتراح العناصر المرتبطة بأداب وأخلاقيات العمل الفنّي، مضيفة بأن كل قنوات التواصل تبقى مفتوحة لتسجيل اقتراحات بما سيحقق تحسّن نوعي في وضعية الفنانين التي تشكل واحدة من انشغالات الوزارة الوصية وكذا أعلى السلطات في الدّولة.