اكد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، كلمة بمناسبة بالذكرى الثانية والخمسين (52) لتأميم المحروقات، والتي اعتبرها محطة هامة ومفصلية في تاريخ البلاد، من حيث أنها مكّنت من حماية استقلال الجزائر من الناحية الاقتصادية، وهي المحطة التي سبقتها عمليات تأميم أخرى كتأميم المناجم ومن بعد كل البنوك والشركات.. ليسرد بعدها بعض المحطات التاريخية في تلك الفترة التي أعقبت مقارعة الشعب الجزائري لقوى الاستعمار، وما تعرضت له الجزائر من شقيقتها الغربية، ونحن في غمرة الاحتفاء بانتزاع السيادة الوطنية.. قبل أن يذكّر بشمائل الرعيل الأول للثورة التحريرية المباركة من أمثال محند أولحاج وحسين آيت احمد وكيف آثروا مصلحة الوطن على ما دونها من حسابات والتحقوا بساحات الوغى في بشار لمجابهة الاعتداء المغربي على بلد حديث العهد بالاستقلال.. داعياً جيل اليوم إلى التأسي بمثل هكذا قيم وخصال متفرّدة..
كما استذكر المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، التحديات الاجتماعية والاقتصادية الجسيمة التي واجهت الجزائر مباشرة بعد استردادها الحرية، وكيف تمّ تجاوزها بنجاح بفضل تجنّد كافة أبناء الوطن.. وما رافقها من بناء للجماعات المحلية، باعتبارها خلايا قاعدية تُعنى بتسيير شؤون المواطنات والمواطنين..
السيد رئيس مجلس الأمة، وفي الذكرى الرابعة للحراك الشعبي الأصيل، أعاد الإشادة بالسلمية والحضارية التي كانت عنوانه الكبير، مثنياً على العلاقة المتينة والمتجذرة التي تربط الشعب بجيشه، ووقوف الجيش الوطني الشعبي إلى جانب المطالب الشعبية التي رفعها الحراك، وكيف تكلل في الأخير بإنقاذ الجمهورية مما كان يُحاك ضدّها من دسائس ومؤامرات ليست بالبريئة.. ممّا سمح لها بولوج عهد جديد تُوّج بتنظيم انتخابات رئاسية يشهد الجميع على ديمقراطيتها وشفافيتها، أسفرت عن انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيساً للجمهورية وتمكينه من تفويض مباشر من الشعب الجزائري لتجسيد الالتزامات الـ 54 التي تعهّد بها في برنامجه الانتخابي.. مضيفاً بأنّ هذه الالتزامات هي اليوم تتجسد ميدانياً بعد أن أدخل تعديلات عميقة على الدستور بصفته أسمى قوانين البلاد، وما صاحبه – بالنتيجة – من تعديلات كثيرة ومتعددة لنصوص قانونية تخص مختلف مناحي الحياة، أفضت إلى تعزيز الاستقلال السياسي الوطني الذي ينبغي تدعيمه بالاستقلال الاقتصادي، ليختم بالقول بأنّ الجزائر تخوض اليوم معركة الاستقلال الاقتصادي باعتباره ضماناً للاستقلال السياسي وهو ما يعني احترام كلمة الجزائر، وهي اليوم والحمد لله، يُضيف السيد رئيس مجلس الأمة، وجهة لعدد كبير من الدول التي تطلب مشورتها وتستأنس برأيها وتهتدي لمقارباتها المبنية على احترام سيادة الغير وانتهاج الحلول الدبلوماسية..