أكد الوزير الأول سيفي غريب في كلمته الافتتاحية لفعاليات الطبعة الأولى من الأولمبياد الوطنية للمهن (Worldskills Algeria)، بالمركب الأولمبي “ميلود هدفي” بولاية وهران، أن هذا التجمع يمثل “نقطة تحول في مسار التكوين المهني ببلادنا”. ليس المجرد حدث تنافسي بين ممارسي المهن والحرفيين الشباب، بل هو تجسيد حي لرؤية استراتيجية أسمى. إنه رسالة قوية تعلن عن عزم الجزائر القوي على الالتحاق بركب الدول الرائدة في مجال المهارات والمهن، وإعلان صريح بإرادتها لتحقيق قفزة نوعية على المستويين الإفريقي والدولي.
تجسيد لرؤية رئيس الجمهورية ورهان اقتصادي:
أبرز غريب أن هذا المسار الطموح يأتي تنفيذاً لتوجيهات ورؤية الرئيس تبون، الرامية إلى تحقيق تحول اقتصادي شامل، لا يعتمد على الموارد النفطية فحسب، بل يُعَوِّدُ أساساً إلى سواعد أبنائه ومهاراتهم الوطنية. انضمام الجزائر إلى المبادرة الإقليمية “WorldSkills Africa” يندرج في هذا الإطار الاستراتيجي الشامل، الذي يرى في رأس المال البشري الثروة الحقيقية والأساس المتين للتنمية المستدامة.
إعادة الاعتبار للعمل اليدوي والمهني:
وفي إشارة بالغة الدلالة، سجل السيد الوزير الأول تحولا مهماً في النظرة المجتمعية للعمل المهني، قائلاً: “كما نفتخر بمهندسينا وأطبائنا، فإنّنا نفتخر أيضاً بحرفيّينا وتقنيّينا، وبكل من يَصنعُ بِيَدَيهِ ما يعزّزُ استقلالنا الوطني ويخدم تنمِيَتنا المستدامة”. هذا التصريح يُعَبر عن فلسفة جديدة تضع صانع القطعة والحرفي الماهر في نفس منزلة حاملي الشهادات الأكاديمية، اعترافاً بدوره المحوري في بناء الاقتصاد الحقيقي وتعزيز سيادة البلاد.
الثقة في الشباب وبناء المستقبل:
لم تخفِ كلمة الوزير الأول الانبهار والإعجاب بالطاقات الشابة المتواجدة، معبرة عن يقين راسخ بأن “الجزائر بخير” مع هذه الوجوه المشرقة والإرادة الصلبة والعزيمة على النجاح، فالرهان اليوم منصب على هذا الجيل لتحقيق أحلام الجزائر الكبيرة في بناء مستقبل مزدهر، فالهدف الاستراتيجي هو تحويل كل خريج من مراكز التكوين المهني من مجرد باحث عن عمل إلى عنصر قادر على المنافسة في سوق الشغل، بل وإلى رائد أعمال مبدع يخلق الثروة والقيمة المضافة، مما يساهم في دفع عجلة التنمية وتنويع الاقتصاد.








