واصل وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, أمس الأربعاء, نشاطاته المكثفة بنيويورك, في إطار أشغال الدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث شارك في العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى وعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من الدول الأعضاء, حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية, اليوم الخميس.
وجاء في البيان, أن السيد لعمامرة, شارك في الاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي التأم لبحث آخر مستجدات الأوضاع وسبل إعطاء دفعة جديدة لمسار تنفيذ مخرجات مؤتمري برلين.
واندرجت مشاركة الوزير في هذا الاجتماع في إطار الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الجزائرية وسعيها الدؤوب لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة بعيدا عن كل أشكال التدخل الخارجي.
وشكلت هذه المقاربة – بحسب البيان – جوهر المداخلة التي أدلى بها لعمامرة في أشغال هذا الاجتماع, حيث أكد على مواقف الجزائر المبدئية والثابتة وجهودها المستمرة لدعم الأشقاء الليبيين, موضحا في هذا السياق, أبرز مخرجات الاجتماع الوزاري لدول الجوار المنعقد مؤخرا بالجزائر تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وخلال مشاركته في اللقاء رفيع المستوى للجمعية العامة لإحياء الذكرى العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل “ديربان” لمكافحة ومنع العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب, فقد شدد رئيس الدبلوماسية, في مداخلته, على ضرورة وضع آليات ملائمة لرفع الظلم الناجم عن مثل هذه الممارسات اللاإنسانية, وأكد على حتمية إنهاء الاحتلال خاصة في إفريقيا والذي يشكل أحد أخطر مصادر ومظاهر التمييز والتعصب والكراهية.
واستعرض في هذا الصدد الجهود والتدابير المتخذة من قبل الدولة الجزائرية لمنع ومكافحة التمييز وخطاب الكراهية وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر, مستذكرا مبادرة الجزائر بتأسيس يوم دولي “للعيش معا في سلام” والذي يحتفل به يوم 16 مايو من كل سنة.
واشار البيان إلى مشاركة السيد لعمامرة, في أشغال الاجتماع الوزاري التشاوري الذي جمع بين ترويكا رئاسة القمة العربية والتي تتشكل من كل من /الجزائر- تونس-السعودية/, وبين مجلس الأمن الأممي.
وتناول المشاركون في هذا الاجتماع, يوضح البيان, مختلف الأزمات التي تقوض السلم والأمن في المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وسبل تعزيز الحوار والتعاون بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ضمن الجهود المشتركة الرامية لإيجاد حلول سلمية وسياسية لهذه الأزمات.
وبهذه المناسبة , رافع السيد لعمامرة, من أجل تغليب لغة الحوار والمصالحة والاستجابة لإرادة الشعوب لبلورة الحلول السياسية للأزمات الداخلية مستعرضا جهود الجزائر ومساعيها الحميدة بغية تحقيق الاستقرار المنشود في دائرتها الإقليمية من أجل ضمان حل عادل ونهائي للأزمة الليبية.
وبشأن القضية الفلسطينية, جدد لعمامرة, التأكيد على موقف الجزائر الثابت والداعم لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, داعيا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته القانونية والتاريخية بهدف حمل السلطة القائمة بالاحتلال على الانصياع للشرعية الدولية وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وجميع الأراضي العربية المحتلة.
من جهة أخرى, عقد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج لقاءات ثنائية مع نظرائه من كل من فرنسا و الغابون والنرويج ومالطا للتشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون الثنائي, وفقا لبيان الخارجية.
وشكلت هذه اللقاءات فرصة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية وآفاق ترقيتها فضلا عن التشاور والتنسيق حول أهم البنود المدرجة على جدول أعمال الدورة, بما فيها تلك المتعلقة بقضايا السلم والأمن والتنمية المستدامة.
وأطلع لعمامرة, نظراءه على جهود الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الرامية لحلحلة الأزمات في كل من ليبيا و مالي وكذا مبادراتها لتعزيز آليات الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء إلى جانب مساعيها لتعزيز الثقة وتخفيف وطأة الخلافات بين الدول المعنية بقضية سد النهضة.
كما عقد السيد الوزير, محادثات مع نظيره الفرنسي, جان ايف لودريان, تناولت العلاقات الثنائية وسبل ترقيتها على ضوء الاستحقاقات الثنائية المقبلة, كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول أبرز المسائل المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى جانب مستجدات الأوضاع على الساحة الاقليمية خاصة في كل من ليبيا و مالي والصحراء الغربية وفي منطقة الساحل والصحراء, يضيف البيان.
وخلال مشاوراته مع وزير خارجية الغابون, بكوم موبيلي بوباي, تطرق الوزيران إلى التعاون الثنائي بين البلدين وسبل ترقيته وكذا مستجدات الأوضاع على مستوى القارة الإفريقية تمهيدا لعضوية الغابون في مجلس الأمن ابتداء من العام المقبل.
وركزت المحادثات مع وزيرة خارجية النرويج, اينه اريكسون سوريدي على سبل تدعيم علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وكذا التشاور والتنسيق لتعزيز التطابق القائم لمواقف البلدين حول أهم القضايا الإقليمية والدولية وسعيهما المشترك لترقية الحلول السياسية والسلمية للأزمات في ظل احترام الشرعية الدولية.
كما التقى لعمامرة نظيره المالطي, إيفاريست بارتولو, واستعراضا معا العلاقات الثنائية المبنية على الصداقة والتعاون ومجددين التزامهما بالعمل على ترقيتها وتنويعها. كما تناولا بالنقاش أبرز التحديات المشتركة في منطقة البحر المتوسط, بما فيها الأوضاع في ليبيا وآفاق العملية السياسية لإنهاء الأزمة بهذا البلد الجار, بحسب البيان.