أشرفت صبيحة اليوم 09 ماي 2022 وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة “صورية مولوجي” بقصر الثقافة مفدي زكرياء على افتتاح فعاليات اليوم التكويني للإطلاق الرسمي للمنصة الرقمية “تراثي Turathi.Dz” والتي تم انجازها بتمويل من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر ممثلة في فريق من “منظمة تحالف الآثار الأمريكي” بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون، وهذا بحضور سعادة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر والوفد المرافق لها، ممثل وزير السياحة والصناعة التقليدية، إطارات من الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والجمارك الجزائرية والأسرة الإعلامية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار التوجيهات التي قدمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في إطار مخطط عمل الحكومة الذي ينص على ضرورة حفظ وحماية وتثمين الموروث الثقافي الجزائري، وحرصا من وزارة الثقافة والفنون على مواجهة ظاهرة التهريب والإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وتجسيدا لإستراتيجيات حماية وترقية المجموعات المتحفية والمكتبية من خلال إعداد مشاريع الرقمنة والتكوين لمحاربة الإتجار بها، حيث تتضمن هذه المنصة قاعدة بيانات رقمية لمختلف الممتلكات الثقافية الأكثر تعرضا لجرائم السرقة، التهريب والإتجار غير المشروع عبر كامل التراب الوطني، كما تعتبر كدليل مرجعي للاستخدام من طرف موظفي مختلف الأسلاك الأمنية ورجال القانون والشركاء الدوليين الفاعليين في هذا المجال.
وأوضحت الدكتورة صورية مولوجي وزيرة الثقافة والفنون في كلمتها بأن هذا المشروع الهام المتمثل في”منصة تراثـــــي”، جاء تنفيذا لأهداف مذكرة التفاهم الموقعة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 15 أوت 2019 بواشنطن، والمتعلقة بفرض قيود استيراد بعض الممتلكات الثقافية التي جاءت في سياق اتفاقية اليونيسكو لعام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحضر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير شرعية.
كما نوّهت السيدة الوزيرة بالمستوى المتميز للتعاون والتبادل بين وزارة الثقافة والفنون وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر في الآونة الأخيرة، والذي تجسّد من خلال مجموعة المشاريع التي تم إنجازها على غرار المشروع الموسيقي العالمي “وان بيت الصحراء” شهر مارس الماضي، بحيث عرف نجاحا لافتا وحُضي بصدى إعلامي وفني على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى المشاريع الاخرى التي هي قيد الإنجاز مثل مشروع ترميم الفسيفساء بالمتحف العمومي للآثار والفنون الإسلامية الذي انطلق مؤخرا، ومشروع برنامج تأمين للمواقع الثقافية الجزائرية وحماية التراث الثقافي مع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
من جهتها أشادت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر بإسدال الستار رسميًا عن هذا الدليل الذي يعتبر بمثابة خطوة حاسمة في الالتزام المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر لمنع نهب الممتلكات الثقافية التي تعتبر مصدر دخل مهم لبعض الجماعات في المنطقة، مقدمة تشكراتها لكل الأعضاء الذين عملوا لمدة عامين بلا كلل من أجل إخراج المشروع في حلته النهائية.
جدير بالذكر، أن اليوم التكويني عرف تقديم مداخلات قيمة تداول عليها عدة مختصين في المجال لتقديم شروحات أوفر حول المنصة وكذا أهمية الرقمنة في المحافظة على التراث الثقافي، وهذا تكملة للعمل المشترك الذي أنجز سابقا والذي عرف تنظيم عدة ملتقيات تكوينية حول حماية ورقمنة التراث الثقافي والمجموعات التراثية، شارك فيها العديد من المختصين وكذا جمعيات مهتمة بحماية التراث الثقافي من المجتمع المدني.