أحيت وزارة الشؤون الخارجية اليوم بمقرها الذكرى الـ 39 لوفاة الدبلوماسي و وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحي، في حادث إسقاط الطائرة التي كان يستقلها مع وفد دبلوماسي و صحفي، عندما كانوا متوجهين إلى طهران في مهمة وساطة في النزاع الحدودي بين إيران و العراق.
و قد أثنى وزير الخارجية صبري بوقادوم في كلمته التي ألقاها أمام إطارات الدولة و ممثلي السلك الديبوماسي المعتمد في الجزائر على خصال الفقيد و مساره، و قال ” إن واجب العرفان تجاه تضحيات هذا الرعيل الفذّ يجعلنا اليوم نقف إكبارا لروح شهيد الدبلوماسية الجزائرية محمد الصديق بن يحيى الذي نذر حياته لخدمة هذا الوطن طالبا، ومناضلا، ومجاهدا، ومفاوضا بارعا خلال الثورة التحريرية” المباركة، ثم فاعلا رئيسيا في مسار البناء والتشييد بعد استرجاع السيادة الوطنية. و أضاف “أن الفقيد يعد واحدا من رجالات الجزائر المخضرمين الذين خاضوا باقتدار معركتي التحرير والبناء وبذلوا فيهما الغالي والنفيس”.
وتكريما لمسار الفقيد ونضالاته وعرفانا برمزيته للأجيال السابقة والقادمة فإن السيد رئيس الجمهورية قرر تشريف مقر وزارة الشؤون الخارجية بإطلاق اسم الفقيد عليه.
و فيما يلي النص الكامل لكلمة وزير الخارجية
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، السادة مستشاري رئيس الجمهورية، السادة الوزراء، أصحاب السعادة، عمداء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، السيدات والسادة الزملاء إطارات وموظفي وزارة الشؤون الخارجية، السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام،
أقف اليوم بينكم في هذه المناسبة المفعمة بالكبرياء والفخر بتضحيات أسلافنا في سبيل رفعة هذا الوطن وخدمة دبلوماسيته.
إنها مناسبة نستذكر فيها استشهاد المجاهد الرمز محمد الصديق بن يحيى رفقة ثُلّة من خير ما أنجبت الدبلوماسية الجزائرية، في حادث أليم سيبقى ماثلا في أذهان الشعب الجزائري عامة وموظفي دائرتنا الوزارية على وجه الخصوص لما يحمله من معاني التضحية والإقدام من أجل رفعة بلادنا وسمعتها بين الأمم ومن أجل خدمة قضايا السلم في العالم.
إن واجب العرفان تجاه تضحيات هذا الرعيل الفذّ يجعلنا اليوم نقف إكبارا لروح شهيد الدبلوماسية الجزائرية محمد الصديق بن يحيى الذي نذر حياته لخدمة هذا الوطن طالبا، ومناضلا، ومجاهدا، ومفاوضا بارعا خلال الثورة التحريرية المباركة، ثم فاعلا رئيسيا في مسار البناء والتشييد بعد استرجاع السيادة الوطنية. إن الفقيد يعد واحدا من رجالات الجزائر المخضرمين الذين خاضوا باقتدار معركتي التحرير والبناء وبذلوا فيهما الغالي والنفيس.
ولعل من أبرز محطات حياته، قيادته للدبلوماسية الجزائرية بامتياز من 8 مارس 1979 إلى غاية 3 ماي 1982، في فترة صنع فيها كثيرا من أمجاد هذا الوطن على غرار حل أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران أو وساطته لإنهاء الحرب بين العراق وإيران والتي شاءت أيادي الغدر أن تكون آخر رحلة سلام يقوم بها إثر استهداف الطائرة التي كانت تقله والوفد المرافق له بصاروخ.
وتكريما لمسار الفقيد ونضالاته وعرفانا برمزيته للأجيال السابقة والقادمة فإن السيد رئيس الجمهورية قرر تشريف مقر وزارة الشؤون الخارجية بإطلاق إسم الفقيد عليه.
وإذ نجدد في هذه الذكرى إلتزامنا بالمواصلة على درب الفقيد ورفاقه، فإنني أُهيب بالدبلوماسيين الجزائريين وخاصة الشباب منهم مضاعفة الجهود والتفاني في خدمة البلاد وأن يكونوا في مستوى التحديات التي تواجهها بلادنا بكل ثقة وحزم. فواجب الوفاء لهؤلاء الشهداء يتطلب اليوم من كل المنتسبين إلى هذه المهنة استحضار تلك الروح النضالية العالية في سبيل صيانة المصالح العليا لبلادنا وتكييف الأداء الدبلوماسي مع متطلبات المرحلة الراهنة لاسيما فيما يتعلق بتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
“عاشت الجزائر حرة مستقلة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار”