لم تكن عملية سرية قام بها الموساد الصهيوني بالتواطؤ مع جهاز مخابرات صديق كما دعى نتنياهو، لقد كانت فقط هدية من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع (المدعو الجولاني سابقا) للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال النزهة الخليجية.
الخبر الذي كشفت عنه رويترز نسف الادعاء الصهيوني بأن الموساد ومن خلال عملية سرية ودقيقة استطاع أن يسترجع الملف الكامل لأحد أشهر الجواسيس الصهاينة في سوريا وهو “إيلي كوهين”.
وقالت الوكالة الإخبارية الدولية أن الرئيس الشرع قدم أرشيف الجاسوس الصهيوني هدية للرئيس الأمريكي ترامب “هدية” كحسن نية، أو ربما كقربان مقابل رفع العقوبات الأمريكية على سوريا.
وتضم هذه الهدية الثمينة التي كانت تملكها الدولة السورية ويمكن أن تقايضها بأي ثمن نحو 2.500 وثيقة (صور ورسائل وأدوات) ومتعلقات بالجاسوس الصهيوني الذي تم إعدامه في ساحة عمومية بالعاصمة دمشق “إيلي كوهين”.
“هدية” أم “ترضية”
وقالت رويترز أن “السلطات السورية الجديدة قدمت هذه الوثائق إلى الدولة العبرية “كهدية غير مباشرة من الشرع في محاولة لتهدئة التوتر وكسب ثقة ترامب”.
وأردفت الوكالة أن “القادة السوريون وافقوا على تسليم ممتلكات الجاسوس إيلي كوهين إلى الكيان الصهيوني في خطوة تهدف إلى تهدئة العداء الصهيوني وإظهار النوايا الحسنة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما ذكرت ثلاث مصادر لرويترز.”
وقال مصدر أمني سوري، ومستشار للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وشخص مطلع على المناقشات السرية بين البلدين أن أرشيف الوثائق قدّم فعليًا كهدية غير مباشرة من الشرع في محاولة لتهدئة التوتر وكسب ثقة ترامب.”
وعثر على هذا الكنز الاستخباراتي الكبير في مبنى تابع للأمن السوري وفقا لما ذكره المصدر الأمني لرويترز قبل أن يقرر الرئيس الشرع ومستشاروه الأجانب استخدام هذا الملف كوسيلة ضغط.
وأضاف المصدر أن “الشرع أدرك أن أرشيف كوهين مهم للصهاينة، وأن إعادته قد يكون بادرة دبلوماسية كبيرة.”
الإمارات “طباخ السم”
وقبل ذلك, نشرت وكالة رويترز خلال شهر مايو الجاري تقريرا حول إنشاء الإمارات لقناة اتصال غير مباشرة بين سوريا الجديدة والكيان الصهيوني بهدف التفاوض وبناء الثقة بين الجانبين.
وذكرت الوكالة الإخبارية الدولية أن هذه القناة الإماراتية لم تكن الوحيدة بين الشرع والمسؤولين الصهاينة.
وتضمنت جهود بناء الثقة بين الطرفين إعادة سوريا لرفات الجاسوس إيلي كوهين وثلاثة جنود صهاينة قتلوا في لبنان في أوائل الثمانينات.
وبناء على ذلك أعلن الكيان الصهيوني وفقا لرويترز إعادة جثة أحد هؤلاء الجنود وهو “تسفي فيلدمان” كما تأتي إعادة أرشيف كوهين التي وافق عليها بشكل مباشر الرئيس الشرع في إطار نفس الاتصالات.
وعلى غرار القصة الخرافية لاستعادة أرشيف كوهين أعلن الجيش الصهيوني ومعه الموساد العثور على رفات الجندي الذي هلك في لبنان في 1982 في سوريا.
وقال البيان المنافي للحقيقة أن “عملية خاصة بقيادة الجيش الصهيوني والموساد، مكنت من العثور على جثمان الرقيب أول تسفيكا فلدمان في سوريا وأُعيد إلى الكيان”.
وكان إيلي كوهين يهودي من أصل سوري ولد في مدينة الإسكندرية بمصر قبل أن يهاجر إلى الكيان الصهيوني في 1957 ويعمل لصالح الموساد بين 1961 و1965 متخفيا تحت اسم مستعار هو “كامل أمين ثابت” (رجل أعمال سوري) وقد تم إعدامه علنا بدمشق في 1965.
لطفي فراج