احتضنت مدينة الكاف التونسية، اليوم الثلاثاء،الاحتفالات المخلدة لأحداث ساقية سيدي يوسف، والتي تمت تحت إشراف الوزير الأول، وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان ورئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن.
ولدى نزوله بمدينة الكاف التونسية التي كان قد حل بها في وقت سابق من نهار اليوم، في إطار إحياء الذكرى الـ64 لأحداث ساقية سيدي يوسف، أوضح السيد بن عبد الرحمان أن وجوده للاحتفال بالذكرى المخلدة لهذه الملحمة البطولية كان بتكليف من رئيس الجمهورية،السيّد عبد المجيد تبون، الذي “يحرص على أن تحظى علاقتنا بالشقيقة تونس بالخصوصية والتميز، لما يجمع البلدين من وشائج أخوة وحسن جوار وتاريخ ومصير مشتركين”.
وأشار السيّد بن عبد الرحمان إلى أن رئيسي البلدين عبرا عن هذه “الإرادة الصادقة” التي تطبع التعاون بين الجزائر وتونس، بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى الجارة تونس، منتصف ديسمبر الفارط، والتي كللت بالتوقيع على عدد مهم من الاتفاقيات الثنائية التي شملت مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لتتوج بإعلان قرطاج الذي “يرسم معالم طموحة للرقي بعلاقاتنا”، يقول الوزير الأول.
كما أكد أن نتائج هذه الزيارة الرئاسية “ستتبلور أكثر” مستقبلا، لاسيما خلال اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة الجزائرية-التونسية، بهدف “الارتقاء، معا،بمستوى التعاون الثنائي إلى مصف شراكة فعالة ومتضامنة، تكون في مستوى تطلعات شعبينا الشقيقين، ومبنية على أهداف التكامل والاندماج، وفق ما تقتضيه متطلبات الحاضر ورهانات المستقبل”.
ومن أبرز هاته الأولويات التي “ستكون بلا شك موضوع تشاور وتنسيق مستمرين بين حكومتينا”،تحقيق التنمية والتكامل بين المناطق الحدودية الجزائرية والتونسية،من خلال “وضع تصورات جديدة وبعث مشاريع تنموية مبتكرة (…) تكون أكثر واقعية
وتعود بالمنفعة المتبادلة والمشتركة على سكان هذه المناطق”.
وإعتبر الوزير الأول أن ما آلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين يجعل منها “نموذجا يحتذى به في التعاون والتفاهم وحسن الجوار،وحجر أساس متين لبناء فضاء إقليمي متجدد يكون أكثر اندماجا ونجاعة، لاسيما في ظل محيط إقليمي ودولي تتسارع فيه الأحداث وتتعاظم فيه المخاطر والتحديات، منها ما يستهدف أمن واستقرار منطقتنا على وجه الخصوص”.
وبالعودة إلى أحداث ساقية سيدي يوسف، أكد السيّد بن عبد الرحمان أن تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في هذه المجزرة الوحشية ستبقى “مصدر إلهام للأجيال القادمة، تستلهم منها معاني الأخوة والتضامن والتعاضد، وتستقي منها الدوافع والمحفزات في تعزيز عرى التعاون بين بلدينا الشقيقين”.
وبدورها، سجلت رئيسة الحكومة التونسية، عزم بلادها على إقامة “شراكة فاعلة ومستدامة مع الجزائر”،وفاء لتضحيات شهداء البلدين الذين دافعوا عن قيم الحرية والكرامة، لاسيما بساقية سيدي يوسف في 8 فبراير 1958.
ووصفت السيّدة بودن أحداث ساقية سيدي يوسف بـ”قلعة النضال المشترك بين البلدين”، معتبرة أن تخليد هذه الذكرى التاريخية بحضور السيّد بن عبد الرحمان والوفد المرافق له “يجسد عزم ورغبة البلدين في تكريس سنة التشاور والتعاون والارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستويات عليا”.
كما أضافت أن إحياء هذه الذكرى يعد أيضا “مناسبة متجددة لاستحضار وبكل فخر وخشوع، نضالات الشهداء الذين دافعوا عن قيم الحرية والكرامة “.
وعبرت، بالمناسبة، عن “تقدير بلادها لوقوف الجزائر إلى جانب تونس”، كما نوهت أيضا بـ”حرص القيادة الجزائرية على تقديم كل الدعم” لبلادها، لتدعو، في الأخير، إلى “بذل المزيد من الجهود لتنمية المناطق الحدودية” حتى تكون –كما قالت –”جسرا للتواصل ورافدا للتعاون ومقوما أساسيا للأمن والاستقرار”.
وأمام النصب التذكاري المخلد لهذه الملحمة الثنائية، ترحم السيّد بن عبد الرحمان ورئيسة الحكومة التونسية، على ضحايا الأحداث المذكورة، كما تمت قراءة فاتحة الكتاب.
وفي ذات الإطار،قام الوزير الأول، وزير المالية،والوفد المرافق له، بزيارة معرض للصور والوثائق التاريخية المخلدة لهذه الذكرى التي امتزجت فيها دماء الشعبين الشقيقين.
وعلى هامش إشرافهما على إحياء هذه الذكرى المشتركة، تحادث الوزير الأول ونظيرته التونسية حول واقع وآفاق تطوير العلاقات الثنائية، خصوصا فيما يتصل بتنمية المناطق الحدودية بين البلدين.
يذكر أن الوزير الأول كان مرفوقا، خلال هذه الزيارة، بكل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة