يشدد أطباء مختصون على احترام المصابين بالأمراض المزمنة لنصائح والارشادات الطبيبة خلال شهر رمضان الكريم حتى لا يعرضوا صحتهم للخطر.
وأكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية الجلالي بلخنشير لبئر طرارية، البروفسور عمار طبايبية، أن المصلحة قامت بعدة نشاطات تحسيسية وتوعوية من خلال تنظيم حصص للتربية العلاجية ثلاثة أشهر قبل حلول الشهر المعظم لفائدة المصابين بداء السكري الذين غالبا ما يعاني العديد منهم من أمراض مزمنة أخرى.
وقد تمثلت هذه الحصص -حسب ذات المختص- في تقديم الأوقات التي يجب خلالها تناول الأدوية و وصف نوعية الأكل و نيل قسط من النوم مع الابتعاد عن كل أنواع المنبهات من قهوة وشاي وكذا التدخين إلى جانب تقديم نصائح تسمح لهم بالصيام وضرورة قطعه في حالة الشعور بالدوران أو ارتفاع وانخفاض في نسبة السكر بالدم أو في الضغط الدموي.
وبخصوص فئات المسنين، قال ذات المتحدث أن الأطباء يجدون “صعوبة كبيرة في إقناع هؤلاء بعدم القيام بهذا الركن من أركان الاسلام الخمسة” حيث يتعمد العديد منهم القيام بهذه الشعيرة إلى درجة تعرض صحتهم إلى خطر يصل الى حالة الغيبوبة وحتى الوفاة في بعض الاحيان.
وأوضحت من جانبها البروفسور سامية زكري، مختصة في التربية العلاجية بنفس المؤسسة، أنه قبل حلول شهر رمضان الكريم تقوم المصلحة المتخصصة في هذا المجال باستدعاء جميع المصابين بالأمراض المزمنة الذين يتابعون علاجهم بها لشرح لهم بعض الآيات القرآنية الخاصة بالقيام بهذه الشعيرة. كما يقوم الفريق الطبي المتخصص الساهر على المصلحة -كما أضافت – بتقديم ارشادات حول أهمية المتابعة الذاتية سواء تعلق الامر بتناول الأدوية أو المراقبة اليومية لحالاتهم الصحية لتفادي التعقيدات التي قد تحدث.
وذكرت من جهتها نائب مدير مكلفة بالأمراض المزمنة بوزارة الصحة، الدكتور جميلة ندير، بأهمية الصيام بالنسبة للأشخاص الذين هم في صحة جيدة بشرط احترام نظام غذائي متوازن وتناول كمية مقبولة من الوجبات مع قسط وافر من النوم. أما بالنسبة للفئات الهشة خاصة المصابين بأمراض مزمنة والمسنين والحوامل والذين يعالجون بالمستشفى اليومي، فإن الصيام “يعرض -كما أضافت-صحتهم إلى الخطر”.
وأكدت ذات المسؤولة بالمناسبة أن “عدم تحضير هذه الفئات واقناعها جيدا يساهم في حرصها على القيام بالصيام مما يعرض صحتها لاختلالات قد تتسبب في الوفاة.
116 مليون مريض مسلم في العالم يصومون بالرغم من الخطر الصحي
وأوضحت من جهة أخرى، استنادا إلى معطيات دولية، أن 116 مليون مريض مسلم عبر العالم يصومون عمدا متخلين عن نصائح وارشادات الطبيب، مشيرة في هذا الإطار إلى دراسة أجريت في 13 دولة مسلمة اثبتت أن نسبة 43 بالمائة من المصابين بالسكري من الصنف 1 ونسبة 79 بالمائة من الصنف 2 يؤدون هذا الركن.
وأشارت في هذا السياق إلى التوصيات التي أصدرها الإتحاد الدولي للسكري بالتنسيق مع الفيدرالية العالمية لهذا الداء حول المرض ورمضان في سنة 2021 لفائدة جميع الاصناف التي تعاني من ذلك.
وعبرت الدكتورة ندير في سياق متصل عن أسفها لبعض الفئات من المرضى سيما تلك التي تعاني من أمراض مزمنة “لعدم اخذها بعين الاعتبار للآثار الوخيمة للصوم على صحتها متحدية كل قرارات ونصائح الاطباء” مما يؤدي الى الاستنجاد بمصالح الاستعجالات وهم في حالة غيبوبة”.
وأكد عضو رابطة دول الساحل، كمال شكاط، أن تعمد بعض المصابين بالأمراض المزمنة “واقع معاش باعتبار أن هذه فئة لديها قناعة وعقيدة لا تسمح لها بعدم صيام الشهر الفضيل أو انقطاع الصوم عند الضرورة” مشددا على دور الاطباء في مرافقة ومتابعة هؤلاء المرضى لأن الطبيب الذي يتابع المريض هو “الوحيد المخول له بتوجيه واقناع المريض بذلك إلى جانب أفراد عائلته”، كما قال.
وذكر السيد شكاط في هذا الإطار ببعض الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تدعو الانسان إلى الحفاظ على صحته وعدم القيام بهذا الركن اذا اقتضت الضرورة ذلك بما فيها المرض.