في خطوة وُصفت بالتحول المفصلي، وقّعت الجزائر وإيطاليا أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم خلال القمة الحكومية الثنائية الخامسة ومنتدى الأعمال الجزائري–الإيطالي، في أكبر حزمة تعاون اقتصادي يشهدها البلدان منذ عقود.
تحول نحو الشراكة الإنتاجية
خلال القمة التي جمعت الرئيس عبد المجيد تبون برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عبّر الطرفان عن “إرادة سياسية راسخة” لنقل العلاقات من منطق التبادل التجاري الكلاسيكي إلى منطق الشراكة الإنتاجية والتكامل الصناعي، خصوصًا في قطاعات واعدة مثل:
- الموارد المائية
- الزراعة المستدامة
- الطاقات النظيفة
- الصناعة
- النقل والخدمات اللوجستية
- الثقافة والتكوين العالي
وقد أكد الرئيس تبون أن “ما تحقق خلال هذه القمة يفتح آفاقًا استراتيجية ونموذجية للتعاون، ويعزّز مسار تنويع الاقتصاد الوطني”.
الخواص يقودون المرحلة الجديدة
في ختام منتدى الأعمال، تم التوقيع على أكثر من 30 اتفاقية مباشرة بين مؤسسات خاصة، في سابقة تُعتبر الأضخم في تاريخ التعاون الجزائري–الإيطالي. هذا التحوّل النوعي يعكس تحرر الجزائر من المقاربة الريعية، وانخراط القطاع الخاص المحلي في منظومة إنتاجية عابرة للحدود.
رئيس مجلس التجديد الاقتصادي كمال مولا وصف المنتدى بأنه “انتقل بالعلاقات من النوايا إلى العقود، ومن الخطاب إلى الفعل”، مضيفًا أن المستثمر الجزائري بات شريكًا في القرار الاقتصادي الدولي.
مشاريع صناعية لتعزيز الإنتاج المحلي
الاتفاقيات شملت مشاريع في:
- إنتاج الحديد المختزل (DRI)
- تصنيع الألواح الشمسية والطاقة المتجددة
- الصناعات الغذائية واللوجستية
- معالجة الرخام والأحجار الطبيعية
- إنشاء وحدات لصناعة العجائن والتغليف
ويؤكد الخبراء أن هذه المشاريع تُعتبر رافعة للإنتاج المحلي، وتُقلل تدريجيًا من الواردات المكلفة، خاصة في سلاسل التوريد الصناعية التي كانت تُستورد جاهزة.
مركز تكوين في تكنولوجيا الرخام
من بين المشاريع اللافتة، توقيع اتفاقية لإنشاء مركز تكوين عالي المستوى للكفاءات التكنولوجية في الرخام والأحجار، أعلن عنه رئيس وكالة التجارة الخارجية الإيطالية ماتيو زوباس. هذا المركز سيكون نواة لتحويل المادة الخام إلى منتج نهائي مصدّر بقيمة مضافة عالية.
فلاحة ذكية وشراكة لتأمين الغذاء
شملت الاتفاقيات أيضًا مشاريع في القطاع الزراعي، أبرزها شراكة مع شركة BF الإيطالية لاستصلاح أكثر من 36 ألف هكتار باستخدام تقنيات ري متقدمة وابتكارات في البذور والمحاصيل. المشروع يدعم الأمن الغذائي المحلي وتصدير المنتجات نحو أوروبا.
تكوين ونقل تكنولوجيا في قلب النموذج الجديد
كما ركزت الاتفاقيات على ربط الإنتاج بالتكوين، من خلال اتفاقيات بين جامعات ومراكز تكوين جزائرية ومؤسسات إيطالية، ما يُعزز جودة اليد العاملة المحلية ويدمجها في سلسلة الإنتاج الدولية.