رفع أعضاء مجلس الأمة في رسالتهم التي توجّهوا بها إلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان على رعايته السامية لاحتفالية المجلس؛ والتي منحت الهيئة “شحنة إيجابية كبرى، وبُعداً ليس بعادٍ، وزخماً غير معهودٍ.. وهي في ذات الوقت الرعاية التي أضفت رفعًا مؤسساتيًّا ومعنويًّا للهيئة التشريعية بغرفتيها، باعتبارها صرحًا دستوريًّا يعمل بإيقاع ديمقراطية تعدّدية مسؤولة، ويحرص على التماسك والتوازن بين جميع السلطات..”.
وجاء في الرسالة “إن احتفالية الذكرى الخامسة والعشرين هي بالتأكيد حدثٌ سارٌ مضاعفٌ، يأتي والجزائريات والجزائريون قد استعادوا خلالها ثقتهم كاملةً في مؤسسات الدولة، وباتوا يلمسون بالفعل إنجازات كبيرة بعد انقضاء السنة الثالثة لتوليكم سُدّة القاضي الأوّل في البلاد.. وهي الفترة التي استرجعت فيها بلادنا هيبتها ومكانتها وندّيتها بين الأمم، وواصلت العمل على إعلاء مبادئها والمحافظة على ثوابتها الخالدة خلود ثورة نوفمبر 1954، من خلال بعث قيم الماضي والاستلهام منها لصناعة الحاضر واستشراف المستقبل.. إن الجزائر أصبحت اليوم وجهة عالمية ومكانا محبذا لتنظيم مؤتمرات دولية وتظاهرات رياضية رفيعة المستوى قاريا وجهويا ودوليا، لفتت أنظار العالم من جديد إلى بلادنا، وأتاحت للشعب الجزائري فرصة التفتّح على الآخر ومتابعة المنحى التصاعدي لتعاظم دور بلاده..”.
كما ثمّن أعضاء مجلس الأمة في رسالتهم الرعاية المباشرة والاهتمام الشخصي للسيد رئيس الجمهورية بملف الذاكرة الجماعية وإيلائها ما تستحق من لدنه، “فأخذت بذلك زخماً ليس بمسبوق؛ وقد لمس هذا التوجّه متابعة وتعاطفا كبيرين لدى شعبنا، وأبان عن مدى استشعاره لأمجاده واستحضار بطولات صانعيه وبسالة مجاهديه من جيش التحرير الوطني، الذي تنعم الجزائر اليوم بالأمن والسكينة والاستقرار بفضل سليله الجيش الوطني الشعبي، بكل جدارةٍ واستحقاقٍ، حافظُ أمانة الشهداء وحامي الوطن والمدافع عن وحدته وسلامة ترابه بشجاعة وتضحيات قيادته وأفراده، وباحترافيته وجاهزيته وارتباطه الوجداني بالشعب والوطن وتمسكّه الأصيل برسالة نوفمبر”.
وأشاد أعضاء مجلس الأمة بالمتابعة الفعلية للسيد رئيس الجمهورية لنشاط الدولة الخارجي والذي بفضله “استعادت الجزائر وهجها الدبلوماسي، فاسترجعت مجدها وفاعليتها وحضورها ونجاعة وساطاتها، تدافع عن مواقفها ومصالح شعبها، وترافع لمبادئها الثابتة، المناهضة للاستعمار، الداعمة لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والداعية إلى الحلول السلمية في فض النزاعات.. فباتت السياسة الخارجية الجزائرية رمزا للتوازن والصدق، ومنبرا للحرية والسيادة والعدل والإنصاف”.