برئاسة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عقد مجلس الوزراء اجتماعاً مفصلياً، طغت عليه نبرة الحزم والوضوح في تحديد أولويات المرحلة المقبلة. الرئيس، وهو يرحّب بالحكومة الجديدة، لم يكتف برسائل التشجيع بل حمّلها مسؤوليات واضحة: الفعالية، النجاعة، والعمل الميداني.
في كلمته، أعاد تبون التأكيد على أن الجزائر ماضية، بفضل تضحيات أبنائها، نحو بر الأمان، وأن المطلوب اليوم هو تكامل الجهود بين أعضاء الطاقم الحكومي لضمان مناعة شاملة في مختلف القطاعات. لكن النقطة الأبرز في خطابه تمثلت في رفضه الصريح لسياسة التقشف، معلناً أن الجزائر ستُدار بـ التسيير الذكي، وهو المفهوم الذي جعله جوهر المشروع الرئاسي.
هذا التصور يترجم قناعة الرئيس بأن معركة التنمية لا تُخاض بالقيود بل بالابتكار في إدارة الموارد، وبالاستثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر. وهو ما يفسّر تأكيده على جعل المواطن في قلب المخططات الحكومية، باعتباره البوصلة التي تُقاس بها جدية الإصلاحات وصدقيتها.
الرسائل التي خرجت من مجلس الوزراء تحمل بعداً استراتيجياً: جزائر لا تعزل نفسها بالتقشف، بل تنفتح على المستقبل بالتسيير الرشيد، وتهيئ نفسها للالتحاق بركب الدول الصاعدة عبر التنمية النوعية، الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.